"الرشد".. غاية الأنس والجان

2025-03-05 05:56

 

ما هو الشيء الذي طلبه أصحاب الكهف حين أووا للكهف وهم في شدة البلاء والملاحقة .. ؟

إنهم سألوا اللّه “ الرُشد ” دون أن يسألوه النصر، ولا الظفر، ولا التمكين !!!

“ ربنا آتنا من لدُنكَ رحمة ًوهيئ لنا من أمرِنا رشدا ” 

 

“ رشدا ”..

وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة.. ؟

طلبوا “ الرشد ” قالوا( إنّا سمِعنا قرآنا ًعجبا يهدى إلى الرُشد فآمنا به ) وفي قوله تعالى :

 

“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” -

 

“ الرشد ”

فما هو الرشد ؟

الرشد :١ إصابة وجه الحقيقة،٢- هو السداد،٣- هو السير في الاتجاه الصحيح.

فإذا أرشدك اللّه فقد أوتيت َخيرا ًعظيما.ً.. و بوركت خطواتك.

ولذلك يوصينا اللّه سبحانه وتعالى أن دائماً نردد :

“ وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا ”..

 

الدرس والعبرة من هذه الآية :

١- بالرشد تختصر المراحل ، و تختزل الكثير من المعاناة ، وتتعاظم النتائج،

حين يكون اللّه لك “ ولياً ًمرشدا ً ”.

٢- حين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلاّ أمرا ًواحدا ً وهو :

“ هل أتبعك على أن تُعلِـّمَن ِمِمّا عُلَِّمت َرُشداً ” - فقط رُشداً ..

٣- عندما يهيأ اللّه (سبحانه وتعالى) أسباب الرشد لنا، فإنه قد هيأ لنا أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي

 

“اللّهـُمّ هيئ لنا من أمرِنا رشدا”.

 

 # الدكتور مصطفى محمود رحمه الله

*- من كتاب ماذا وراء بوابة الموت.