تعد مدينة عدن واحدة من أعرق مدن اليمن، شاهدة على حقب تاريخية طويلة تميزت بالتعايش والتجارة المزدهرة والانفتاح الثقافي لكنها اليوم تعيش مأساة حقيقية وسط ظروف اقتصادية صعبة وتدهور متسارع للعملة المحلية، مما ألقى بظلاله القاتمة على حياة أهلها اليومية..
العملة تتهاوى والمعيشة تتأزم...
منذ سنوات، يواصل الريال اليمني فقدان قيمته أمام العملات الأجنبية، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية باتت الأسر في عدن تعاني لتأمين قوت يومها في ظل غياب شبه كامل لدور الدولة في ضبط السوق أو توفير حلول ناجحة للأزمة الاقتصادية هذا التدهور دفع بالكثير من الشباب إلى البطالة أو الهجرة بحثًا عن فرص حياة أفضل..!
بين عقوق الأبناء واستغلال الغرباء
تعاني عدن ليس فقط من وطأة الظروف الاقتصادية، بل أيضًا من خذلان بعض أبنائها الذين انشغلوا بالمصالح الشخصية أو بالتحزبات السياسية الضيقة، على حساب مصلحة مدينتهم وأهلها وبينما يغيب الضمير الوطني لدى البعض، تسعى أطراف خارجية لاستغلال هذه الفوضى لتعزيز نفوذها وتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية على حساب المدينة وأهلها..
المواطن العدني بين الصمود واليأس
ورغم هذه المحنة القاسية، لا تزال في عدن قلوب تنبض بالأمل وأيادٍ تعمل من أجل إعادة بناء ما تهدم أهل عدن معروفون بحبهم للحياة وقدرتهم على الصمود في وجه الصعاب إلا أن الاستمرار في تجاهل معاناتهم وعدم تقديم الدعم اللازم سيؤدي لا محالة إلى تفاقم الأزمة وتراجع فرص استعادة المدينة لعافيتها.
نداء للمسؤولين وأبناء عدن
إنقاذ عدن يتطلب تكاتف أبنائها ووقفة جادة من المسؤولين للحد من التدهور الاقتصادي ووضع خطط تنموية تسهم في تحسين حياة السكان كما أن المجتمع الدولي مدعو إلى لعب دور إيجابي في دعم المدينة بعيدًا عن الأجندات السياسية والمصالح الضيقة.
عدن، تلك الجوهرة التي طالما أبهرت العالم بتنوعها وجمالها، تستحق أن تعود إلى سابق عهدها مدينةً للسلام والازدهار، ولكن ذلك لن يتحقق إلا إذا وقف الجميع إلى جانبها بنزاهة وإخلاص..!
شئنا ام أبينا عدن ستظل متألقة ولو كره الكارهون...!!
✍️ ناصر العبيدي