لا تسوقوا الوهم لعملة مريضة؟؟

2025-08-06 21:17

 

لا تسوقوا الوهم، لعملة مريضة لا تصنع تعافياً، بل قد تدخلنا في غيبوبة اقتصادية!

 

بدلًا من استخدام أدوات التضليل الاقتصادي لتسكين الأزمة وإيهام المواطن بأن "الوضع يتحسن"، فقط لإسكات الشارع وتصدير صورة للخارج بأن "الشرعية استعادت زمام الأمور" وأن البنك المركزي قادر على ضبط السوق، نرى حملة إعلامية تسوق وهماً خطيراً باسم "التعافي الاقتصادي" بدعم من التحالف، في محاولة لتمرير قرارات موجعة تغلف بمشهد نزول مؤقت للصرف... سرعان ما يتبعه انهيار مدو، نعض فيه أصابع الندم!

 

الهبوط السريع لسعر الصرف في ظل غياب الدولة، وضعف البنية المالية، وسوء الإدارة، قد يؤدي إلى نتائج عكسية تماماً:

فقدان الثقة في العملة المحلية.

غيبوبة اقتصادية يصعب التعافي منها.

تفاقم معدلات الفقر والبطالة.

تصاعد التوترات الاجتماعية بشكل قد يفلت من السيطرة.

 

أي عملية إصلاح مالي أو تحسن في قيمة العملة يجب أن تتم بإجراءات اقتصادية متكاملة ومستدامة، لا بحملات تضليل إعلامية كما أن إدارة سعر الصرف تتطلب تعاوناً دولياً حقيقياً، لا مجرد وعود وبيانات.

 

وبشأن الجدل الدائر حول الأسعار ومواقف بعض التجار..

أعلم أن ما سأقوله قد لا يروق للبعض، لكنه يجب أن يقال..

نحن جميعاً نبحث عن طريق آمن لعبور هذه المرحلة نحو الاستقرار الاقتصادي والمعيشي، والمطلوب من الجميع تحمّل المسؤولية، وفي مقدمتهم التجار.

صحيح أن "رأس المال جبان"، وأن الحذر من الخسارة مفهوم، لكن دعوني أسأل بعض كبار التجار بكل صراحة..

أين كان هذا الحرص على المصلحة العامة عندما كانت الأسعار ترتفع بجنون؟! 

لماذا لم نسمع صوتكم آنذاك..؟ لماذا لم تطالبوا بوقف هذا العبث..؟

أين كنتم حين كان المواطن يسحق بانهيار العملة، وانقطاع المرتبات، وانعدام الخدمات..؟

لقد استمر البيع، بل وازدادت الأرباح، وكأن معاناة الناس لا تعنيكم،

واليوم بعد أول بصيص أمل بتحسن طفيف في سعر الصرف، ترفضون خفض الأسعار بحجة "الجرد" و"إعادة التقييم"؟

وكأن ما جنيتموه من أرباح خلال سنوات الانهيار قد محي من الذاكرة..!

أنتم شركاء في هذا الخلل بنسبة كبيرة،

لكنني أقر في ذات الوقت بحقكم في المطالبة بضمانات واضحة ضمن خطة إصلاح اقتصادي حقيقية وعادلة، فالسوق يحتاج إلى وضوح واستقرار، وليس فوضى الارتجال،

يجب أن نتذكر أن العلاقة بين التاجر والمستهلك تكاملية،

لا يمكن لأي طرف أن يستمر دون الآخر،

الشعب بحاجة إلى التجار، والتجار بحاجة إلى الثقة واستقرار السوق.

ومن هنا، على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها الكاملة، وأن تقوم بدورها في فرض الانضباط، وإعادة التوازن للعلاقة بين أطراف السوق، فهي الجهة المخولة بالتشريع والتدخل وقت الأزمات.

 

ختاماً: كفى عبثاً...!

تحسن طفيف في العملة أعاد للناس بصيص أمل، لكننا للأسف نرى من يعمل على تقويض هذا التحسن من بعض القيادات المتنفذة، وكبار التجار، وكأنهم يتلذذون بمعاناة هذا الشعب الصابر!

ألا يكفيكم عشر سنوات من الجوع، والألم، والانكسار..؟

عشر سنوات وأنتم تذبحون هذا الشعب المغلوب على أمره، كل يوم، بكل وسيلة..!

شعب قدم الغالي والنفيس من أجل كرامته وحقه في الحياة الحرة الكريمة.

 

فاتقوا الله...ولا تعبثوا بصبره أكثر.

الغضب الصامت ليس ضعفًا…بل هو نذير انفجار.

إلى هنا وكفى…لقد طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى..!!

 

وأرجو أن أكون قد وضعت النقاط على الحروف، وعبرت بصدق عما يجب أن يقال،

فإن أصبت، فبتوفيق الله…وإن أخطأت، فمن نفسي..

 

✍️   ناصر العبيدي