ربما لم نشهد منذ سنوات احتفالاً كبيراً بثورة أكتوبر كما حدث في الضالع، مشهدٌ قد يثير الفخر لدى البعض، لكنه يثير في نفوس آخرين كثيراً من الأسئلة.
نحن من الكافرين بثورة أكتوبر، نرى أن كوارثها فاقت منجزاتها، ومع ذلك لا نعارض فكرة الاحتفال أو دوافعها، بل نتساءل عن مغزى هذا الزخم في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها الناس.
الانتقاليون احتفلوا بحشود غير مسبوقة، وكأنهم يريدون إثبات شيء يتجاوز المناسبة نفسها، بينما يشعر كثير من الجنوبيين بالخيبة والغضب، يرون أن قادتهم يعيشون في ترف بعيد عن معاناة شعبهم، يحتفلون على جراحه المفتوحة.
الخوف كل الخوف أن يتحول إخراج الناس إلى الشوارع إلى عادة تُفرض عليهم، كما حدث في عصور مضت.
قد لا يكون الرئيس عيدروس دموياً، لكنه محاط بفتنة السلطة وبطانتها، وهي الفتنة التي أهلكت من قبله كثيرين ممن باعوا شعوبهم في سبيل الكرسي.
تجاوزنا الخمسين من أعمارنا ولم نر من الثورة إلا وجعها، ومن الوطن إلا انكساراته، يا قلب لا تحزن.
رفقاً بشعبك يا سيادة الرئيس، فهؤلاء الناس لم يبق فيهم ما يُكسر، وجوههم متعبة، وقلوبهم خاوية، وما زالوا رغم كل شيء يظنون بك خيراً.
لقد سلّمناك مصيرنا، لا نسألك إلى أين تأخذنا، فإن جئت بالجنوب حييّيناك، وإن أعدتنا إلى اليمن، حيابهم مرتين.
هل سمعت صرخة المعلمين ونداء الجنود الذين انقطعت رواتبهم منذ أشهر؟ لقد رأينا فقط أناقة بدلاتكم وفخامة مظهركم.
اسمعوا قهرنا، فنحن لا نحتمل مزيداً من الخذلان، يا منعااه.
ياسر محمد الأعسم
عدن – 14 أكتوبر 2025
#يا_منعاه_يا_عيدروس