الجنوب.. من شرارات كور العوالق إلى ردفان

2025-10-15 17:04

 

في الرابع عشر من أكتوبر، يستعيد أبناء الجنوب ذكرى ثورتهم المجيدة ضد الاستعمار البريطاني عام 1963م، حين انطلقت الشرارة من جبال ردفان لتفتح صفحة جديدة في تاريخ الحرية والنضال. إلا أن جذور الثورة تعود إلى عقودٍ سبقت ذلك اليوم العظيم، حيث شهدت أرض الجنوب سلسلة من الانتفاضات والثورات البطولية التي مهّدت لثورة أكتوبر الخالدة.

 

ففي ميفعة اندلعت ثورة آل رشيد في ثلاثينيات القرن الماضي، وتلتها ثورة بلحارث في بيحان عام 1947، ثم انتفاضة كور العوالق عام 1955، وثورة الشهيد علي سالم بن معور في حطيب، تلك الثورات التي سطّر فيها أبطال الجنوب صفحاتٍ ناصعة من الشجاعة والتضحية في مواجهة الاحتلال البريطاني.

 

كانت كور العوالق، ببطولاتها ورجالها، منارةً للنضال الجنوبي، إذ حمل أبناؤها السلاح في وجه المستعمر قبل أن تندلع شرارة أكتوبر بسنوات، فمهّدوا الطريق لليوم الذي توحدت فيه دماء أبناء الجنوب من ردفان ويافع والعوالق والضالع وأبين وحضرموت في ميدانٍ واحدٍ من أجل هدفٍ واحد: الحرية وبناء الدولة المستقلة.

 

تظل ثورة 14 أكتوبر عنوانًا لوحدة الصف الجنوبي، ورمزًا لإرادةٍ لا تنكسر، ورسالةً خالدةً إلى الأجيال الجديدة بأن الأوطان لا تُمنح بل تُنتزع بدماء الأحرار.

 

يا أبناء الجنوب، أنتم ورثة المجد وأمناء التاريخ، فكونوا على قدر الأمانة، وواصلوا مسيرة التحرر بالوعي والوحدة والإخلاص، لتظل راية الجنوب خفاقة، كما أرادها الأبطال الذين كتبوا بدمائهم فجر الحرية.