الولاء للقضية الجنوبية: أبعاد الهوية في المشهد السياسي

2025-01-30 21:15

 

لا يزال بعض الإعلاميين والسياسيين والمغرضين من أطراف سياسية مختلفة يستغلون الأحداث السابقة التي ادت لطرد رئيس الوزراء السابق أحمد بن دغر ونائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية السابق احمد الميسري من السلطة لتوجيه الانتقادات والهجوم على المجلس الانتقالي. لإدانته والإساءة إلى سمعته عبر تصويره كجهة تسعى لتهميش واقصاء الجنوبيين.

 

صحيح أن بن دغر والميسري هما جنوبيان، لكن ولاءهما السياسي كان لليمن بشكل عام وليس للقضية الجنوبية. وهذا يطرح تساؤلات جدية حول مفهوم الهوية والانتماء في السياق السياسي الحالي. فعلى الرغم من أن الجنوبيين يشتركون في الأصل الجغرافي، إلا أن الولاء للقضية الجنوبية هو ما يحدد انتماءهم الحقيقي.

 

إن الجنوب ليس مجرد اسم جغرافي، بل هو قضية سياسية تتطلب ولاءً صادقًا لتحقيق أهدافها، وفي مقدمتها استعادة دولة الجنوب. لذا، فإن التصنيف بين "جنوبي" و"جنوبي" يجب أن يقوم على معايير وطنية وسياسية واضحة. فليس من المعقول أن يتولى قيادة الجنوب شخص يعادي قضيته ويقف ضد تطلعات شعبه.

 

إن الجنوبيين الذين يعارضون القضية الجنوبية ويشغلون مناصب قيادية في السلطة يمثلون خطرًا أكبر من أي احتلال خارجي. فهم، بخلاف غيرهم، يمنحون الشرعية للوحدة بين الشمال والجنوب، ويكرسون الاحتلال ويعملون على تقويض جهود الاستقلال. وبالتالي، فإن طرد الميسري وبن دغر من السلطة لم يكن مجرد إجراء سياسي عابر، بل كان خطوة ضرورية لحماية الجنوب وقضيته من التهديدات الداخلية.

 

إن القضية الجنوبية تتطلب وعيًا سياسيًا متزايدًا وفهمًا عميقًا لطبيعة الصراع القائم. فالشعب الجنوبي بحاجة إلى قيادات تؤمن بقضيته وتسعى لتحقيق أهدافه، وليس إلى شخصيات تسعى لتحقيق مصالح شخصية أو وطنية على حساب مصلحة الجنوب.

 

في الختام، يجب على الجميع إدراك أن القضية الجنوبية ليست مجرد مسألة جغرافية، بل هي مسألة هوية وولاء. ومن هنا، فإن حماية هذه القضية تتطلب اتخاذ خطوات جريئة وشجاعة للتخلص من العناصر التي قد تضر بها، مهما كانت هويتها أو انتماءاتها.