في مراجعة التراث الإسلامي
(لا تدافعوا عن الباطل بالترقيع الفاشل)
منذ أن بدأتُ الكتابة في المنصة، وأنا كلَّما قلت إن الله لم يحفظ أقوال نبيه؛ لأنه لم يشأ أن تكون وعاءً لتشريعاته وحلاله وحرامه، وأنه لن يحاسبنا عليها لأنه لم يحفظها لنا، ولذلك فهي - مهما قيل عنها - ظنية الثبوت، ولا ينقلها من الظنية إلى اليقينية، إلا موافقتها للقرآن ثم العقل. وأعني بالعقلِ العقلَ الخالص الصريح الخالي من الشوائب، وهو الذي بُنِيَت عليه الفلسفة وأُسِّسَ عليه علم المنطق.
أقول: كلَّما قلتُ ذلك؛ هاجمني - وبعنف - الكثيرون من "القوم" ليقولوا بل حفظها الله بالرواة، وبتصحيح علماء الحديث. فإن قلتُ لهم إن هناك أحاديثَ في البخاري نفسه - وهي صحيحة - تناقض القرآن وتسيء لله والرسول والقرآن؛ قالوا: "تكذب، هاتِ مثالًا"، وكنت في البدء آتيهم بأمثلة، فيتحولوا آلاتِ ترقيعِ فاشلةً تطحن الهواء.
ومنذ أيام، قررت عدم التمثيل لهم بأي مثال، وعليهم هم أن يبحثوا إن كانوا طلابًا للحق، ولكن كأني أنفخ في رماد، فلا يزالون في إفكهم يترددون.
لذلك أُوْرِدُ هذا المثال - الفظيع جدًّا - من الكتاب المنسوب للإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله، ولا أظن الإمامَ رواه، وإنما دُسَّ عليه؛ نظرًا لشناعته الشديدة.
والحديث مُدْرَج في كتاب البخاري برقم (7439)، وبطريق وألفاظ أخرى برقم (6573)، وقد قمت بنسخ الجزء المراد التعليق عليه من موقع "الدرر السَّنِيَّة"، وسأذكر الرابط نهايةَ المنشور، وأرفق لكم كذلك صورة من النص الذي يتحدث عن أحداث عرصات يوم القيامة، وهو التالي ( هـ تعني هامش):
"فيأتيهم الجبّار في صورةٍ غير صورته (هـ 1) التي رأَوه فيها (هـ 2) أول مرة، فيقول: أنا ربكم (وفي طريق أخرى للحديث وردت برقم 6573، قالوا: نعوذ بالله منك)، فيقولون: أنت ربنا!! (هـ 3) فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه بها؟ فيقولون: الساق (هـ 4)، فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن".
وأختم برجاءٍ والله إنني فيه صادق، وهو أن يأتي أحد ذوي المَلاءَة العلمية ويقول لنا - وليس يرقِّع - هل يقبل هذا الكلامَ على ربنا تبارك وتعالى؟! لأنني - وأقسم بالله - مستاءٌ أشدَّ الاستياء، من وجوده في كتابٍ له احترامه وتقديره، ولمؤلفه التوقير والإجلال.
الهوامش:
(هـ 1): أي إنه متنكر.
(هـ 2): وأين رأَوه من قبل؟! وهل الله يُرى؟! وكيف ذلك وهو قد نفى إمكان رؤيته في كتابه مرتين (الأنعام، 103 - الأعراف، 143)؟!!
(هـ 3) على سبيل الإنكار.
(هـ 4) وهل الله مشابه للبشر حتى يكون له ساق؟! ولماذا السجود للساق لا للوجه؟! والسؤال الأهم الأهم الأهم، هو: أين رأَوا ساقه من قبل حتى يعرفوه بها الآن؟!
الروابط:
رابط الحديث مَدَار النقاش المرقم بـ (7439)
dorar.net/hadith/search?…
رابط الطريق الأخرى برقم (6573)
dorar.net/hadith/search?…