وجاء "مُنْذِرٌ" من أقصى المِنَصَّة يسعى
(تُبْ يا فيصل أو نقتلك!!)
الكاتب هنا في منصة "إكس"، الذي سمى نفسه المنذر بن علي @Almonther_Ali وتعليقًا على منشوري الذي نفيتُ فيه صحةَ ما يقال من أن الإنسان يعذب في قبره؛ لأنه - حتى يشعر الإنسان بالألم أو اللذَّة - فلا بد من اجتماع نفسٍ وجسد، فالنفس وحدها لا تشعر بشيء ولا وعي لها ولا زمان ولا مكان، والجسد وحده هو موادُّ ميتةٌ ستتماهى مع الأرض بعد حين. كما أن الله - تبارك في عليائه - كاملُ العدل، والعادِلُ لا يعذِّب قبل الحساب، إضافةً إلى وجود آيات تشير إلى انعدام شعور الميت بشكل تام، وأوضحتُ استثناء الله لآل فرعون في منشوري الأثيم.
أقول: إن المنذر جاءني منذرًا، وأَرفَقَ لي هذه الفتوى، وهو بذلك يراني كافرًا لا أستحق الحياة، ويجب أن أموت على الفور؛ لأن وجودي كارثة إنسانية فظيعة، وقد يهدد بقائي حيًّا، الأمنَ العالمي!!
ما هذا الدين الذي يَقتُل الإنسان لأدنى شيء؟! وحتى وإن كنتُ كافرًا، لماذا أُقْتَل؟! وهل قَتَلَ الرسولُ الأعظم والنبي الأكرم محمد - صلى الله عليه وسلم - المنافقين وهو يعلم أنهم أسوأ من الكفار؟! وهل قَتَلَ أهلَ مكة يومَ قَدَرَ عليهم؟! وهل وهل وهل؟!!
من أين أتى هؤلاء القوم بدينهم إذا كان القرآن قد أكد على حرية المعتقد، وإذا كان النبي قد جاء رحمة للعالمين، وما دام هذا المخالف في المعتقد لا ضرر منه وليس معتديًا ولا حربيًّا؟!!
أَهَوَ دينٌ مُوَازٍ كما يقال؟! ومن الذي جاء به؟! ولماذا يبقى حتى الآن دون أن يحاربه المسلمون الحقيقيون؟!!
عمومًا، أنا الآن في المدينة خائفٌ أترقَّب؛ لأن المَلَأَ يأتمرون بي ليقتلوني، ووصيتي لكم: القرآن ثم القرآن ثم القرآن، وما وافَقَهُ من كلام سيد المرسلين.
هذا فيصل يتحدث إليكم بحشرجة؛ لأنه كما قال طَرَفَةُ بن العبد وقتَ أن جِيْءَ به ليُقتَل وطَلَبَ منه أحدهم أن يقول شعرًا: "هيهات!! لقد حال الجَرِيض، دون القَرِيْض".
وداعًا يا حياةً لا تستحق أن تُعاش، ما دام فيها مَن يُزهِقُ نفسَ إنسانٍ - بريئًا لم يصدر منه ما يضر الآخرين - كما يشرب الماء، ووداعًا يا دنيا قد خَلَت من نور القرآن، بعد أن حَجَبَ شمسَه الذُّكَاء، غُبارُ الكتب الصفراء.
.