الأحزاب اليمنية التي تريد أحياء نفسها تحت حماية العهد الديمقراطي الأمريكي، نحن على يقين مسبق بأنها عبارة عن شخصيات تعرض بضائعها التالفة في سوق ليس فيه متسوقين، وتحاول عرض زندقتها واستحضار سمعتها ومكانتها في مكان لا يجدي لمشاريعها الزائفة، وفي توقيت زمني لا يسمح لها أن تحيي عظامها الرميم.
وبسبب شراكتها مع حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإرهابي)، فقد بذرت بذور فشلها بداخلها، ولن تستطيع مهما حاولت واجتهدت أن تلملم أجزائها المتناثرة لتستعيد صورة وجهها المقبور في مقبرة النسيان، وخصوصا في محافظات الجنوب العربي.
وعلى الرغم من علم ومعرفة المعهد الديمقراطي الأمريكي بهذه الحقيقة وتؤكده منها، من خلال تجاربه الطويلة مع تلك الأحزاب اليمنية الفاشلة والمخيبه لأماله في امكانية الرهان عليها، إلا أن إصراره على محاولة نفخ الروح فيها عبثا، سوف يوصل معها لامحالة إلى أبواب مغلقة، تحتم عليه أن يعض أصابع الندم على ما خسره من نفقات مالية ذهبت ادراج الرياح.
وهذه النتيجة هي التي سوف تثبتها الأيام وتؤكدها مستجدات الأحداث السياسية باليمن، خصوصا وأن الواقع اليمني بسماته السياسية وخصوصية تركيبته المجتمعية، لا تتخلق فيها سوى أحزاب تناحرية تتصارع وتسفك الدماء فيما بينها لاتفه الأسباب، ومن غير المستبعد أن يكون الهدف البعيد من محاولة تجميع شظايا الأحزاب اليمنية، هو تكرار واستمرار دورات العنف والاقتتال مستقبلا.
وخلاصة القول: ندعو أبناء الجنوب الراكضين وراء تلك الدعوات والمتحمسين لها، أن يحكموا عقولهم وضمائرهم ويتذكروا بأن شعبهم ووطنهم الجنوبي، لم يعد قادر على تحمل عواقب الصراعات التناحرية، بعد ان اهتدى بمشيئة الله إلى استنهاض روح التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي، وأسس المجلس الانتقالي هيئة للحوار الشامل مع مختلف المكونات والشخصيات السياسية الجنوبية في الداخل والخارج، ورفع شعار (الجنوب بكل ولكل أبنائه)، ومن حقهم أن يكونوا شركاء مخلصين مع أبناء شعبهم المكافح في سبيل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
والله ولي الهداية والتوفيق.