أحقًّا تعرف اسم نبيِّك الكامل؟

2024-10-03 07:50

 

لن يجيبك الكثيرون إذا سألت أحدهم عن الاسم الخماسي لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا بقوله: "هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف"، بينما الدقَّة التاريخية على خلاف ذلك؛ فهو: محمد بن عبدالله بن شَيْبَة بن عمرو بن عبد مناف.

 

وللأمر حكاية:

أما في ما يخص "عبدالمطلب"، فهو ابنٌ لهاشم، وقد توفي هاشمٌ وزوجته حبلى بولده، وقد ذهبت إلى أهلها في المدينة المنورة - يثرب آنذاك - ووضعت مولودها، فلما وضعته وجدت بين شعر رأسه شعرةً بيضاء؛ فسمَّته "شيبة".

 

فلمَّا أصبح شيبة صبيًّا؛ جاء عمُّه المطلب بن هاشم ليأخذه كي يكمل نشأته بين أعمامه في مكة، وعند وصول المطلب إلى مكة على راحلةٍ قد أردف فوقها ابنَ أخيه شيبة، وكان شيبة ذا بشرة إلى السُّمْرَة أقرب؛ قال الناس: "قد أقبل المطلب وعبدٌ له"، فالتصق به وصف "عبدالمطلب" ثم صار اسمًا يُعرَفُ به.

 

وأما أبو عبدالمطلب، فهو عمرو بن عبد مناف، وقد كان جوادًا كريمًا أريحيًّا بالغ السخاء، وكان يطعم الناس بأطيب الطعام، وهو الثريد (مرق ولحم وخبز)، وكان "يَهْشِمُ" الخبز ويثرده، فسُمِّيَ "هاشمَ الخير"، ثم عرف بـ"هاشم" اسمًا له.

 

وقد كان بنو عبد مناف مشهورين بالكرم الشديد، قال أحد شعراء قبيلة خزاعة - ويدعى مطرود بن كعب - مادحًا بني عبد مناف وعمرًا خاصَّة:

 

قل للذي طَلَبَ السماحةَ والندى

هَلَّا مَررَتَ بآل عبد منافِ

 

إمَّا مَررَتَ بهم تريد قِرَاهُمُ

منعوك مِن ضُرٍّ ومِن إكفافِ

 

الرائشين وليس يوجد رائشٌ

والقائلين هَلُمَّ للأضيافِ

 

والخالطين فقيرَهم بغنيِّهم

حتى يكون فقيرُهم كالكافي

 

والقائمين بكل وعدٍ صادقٍ

والراحلين برحلة الإيلاف 

 

عمرو العُلا هَشَمَ الثريد لقومهِ

قومٍ بمكةَ مُسْنِتِيْنَ عِجَافِ