السلام المتعسر من غزة إلى عدن ومن طرابلس الى مارب

2024-09-12 16:38

 

تعيش المنطقة العربيةفي اسوأ احوالها  واكثرها صعوبة منذ الحرب الطرابلسية 1911م إلى اللحظة من العام الجاري 2024 مرورا  بالحرب العالمية الاولى ومخرجات مؤتمر خبراء الشرق الاوسط المنعقد في القاهرة عام 1921 والذي شاركت فيه مملكة اليمن المتوكلية الهاشمية وفي ضوء ما طرحته حول مشروعها التوسعي على طاولة الخبراء غيرت تسميتها إلى المملكة المتوكلية اليمنية عام1930..

ثم قرار تقسيم فلسطين الظالم إلى دولتين ثم انهيار  المشروع العربي ثورة الشريف العربية الكبرى إضافة إلى ما افرزته الحرب العالمية الثانية  وقيام الدولة الصهيونية عام 1948..لاشك ان تلك المحطات تعصف اليوم بالمنطقة العربية التي تم اعتساف تسميتها (بالشرق الاوسط ) وهي تتلمس طريقها نحو الحلول والسلام الذي لايمكن إن يتحقق في المنطقة غير  عبر ميثاق الامم المتحدة وعهودها الدولية وهي الحقيقة التي تصطدم باطماع بعض دول العرب في اراضي دول وشعوب مجاورة لها  مما فتح شهية دول إقليمية اخرى  لتحقيق اطماع  لها هي الاخرى في بلاد العرب   

 

ولهذا ظلت دول العرب مكتفية (بالفرجة) على شعب فلسطين وهو يتعرض للابادة الجماعية  على مدى  عشرة اشهر متواصلة .. ويتفرج على ماسأة شعب الجنوب العربي منذ  احتلال ارضه بخديعة   الوحدة اليمنية العربية  منذ عام1994 وحتى اللحظة  التي تسرق فيها ثرواته وتقسم جغرافيته إلى جزر  وتحاصر قياداته في المحيط العربي لاجبارها على تقديم تنازلات او انتظار فرج الله.. والحالة نفسها تنسحب على طرابلس ليبيا ومايجري فيها من اطماع  ليس مهددة لوجودها العربي  فحسب بل ومهددة للوجود العربي في شمال افريقيا وغرب السويس ويمتد خطرها إلى مارب كأهم إمارة يتم إعدادها للقفز إلى الحرمين الشريفين  رغم ما تبديه من ليونة مخادعة مع السعودية التي باتت هي الاخرى مثقلة بملفات كثيرة  داخلية وخارجية لن يخفف فوز ترامب بولاية جديدة في  البيت الابيض المتوقع  اول ثلاثاء في شهر نوفمبر القادم  من وطأتها ..

 

لهذا امسى السلام متعسرا  بل ويهدد بكوارث قادمة وليس امام العرب غير  الالتزام بميثاق الامم المتحدة وعهودها  الدولية  المنظمة للعلاقات الدولية  والحفاظ على مشروع الدولة الوطنية وترك مشروع الدولة القومية  العربية وترك التطلع للتوسع الجغرافي والتمدد على حساب ظروف مايجاورها من بلدان لشعوب عربية.

 

 الباحث/ علي محمد السليماني