سنة وشيعة:

2024-08-05 17:07

 

1- في حياة الدول والافراد الكثير من التناقضات، بعضها يحمل طابعا استراتيجيا لا يمكن التعايش معه، لأنه يتعلق بوجود الدولة أو الشخص، وبعضها يحمل طابعا ثانويا، يمكن تحمله والتعايش معه وقابل للصلح والتعاون لإزالة التناقض الاستراتيجي.

2- فمثلا التناقض بيننا وبين إسرائيل من التناقضات الاستراتيجية التي لا يمكن التعايش معها، لأن من زرعوها في قلب العالم العربي والإسلامي فعلوا ذلك للسيطرة والهيمنة علينا، واضعافنا ومنع تطورنا كي نعيش في حروب متصلة، لوقف توسعها وتهديد وجودنا ذاته، فصراعنا مع الصهيونية ومن زرعها  ويدعمها صراع وجود، أما نحن أو هم، فهي اشبه بالخلية السرطانية التي زرعت في جسد سليم، فإما أن يقضي عليها ويشفى منها أو تقضي عليه ويموت ويفنى.

3- أما صراعنا مع جيراننا من الدول الأصيلة في المنطقة والموجودة من الأزل مثل إيران وتركيا وأثيوبيا فهو من الصراعات الثانوية، التي يمكن التعايش معها، بل التعاون معها لإزالة التناقض الرئيسي الذي صراعنا معه صراع وجود إما نحن أو هو.

4- ومن الغباء وقصر النظر والتخلف إذا أحسنا الظن، أو الخيانة والعمالة إذا لم نحسن الظن، أن تعلي دولة أو اشخاص الخلاف أو الصراع الثانوي، ليحل محل الصراع الاستراتيجي، وبل وتهادن وتتعاون مع الصراع الاستراتيجي ضد من صراعنا معه ثانويا.

5- حدث هذا في فترة سيطرة دول الخليج على القرار في الوطن العربي، أخذ الخطاب الاعلامي الخليجي يعلي بأوامر أمريكية من الصراع الثانوي مع إيران ليجعله صراعا استراتيجيا، ليسهل عملية المصالحة مع إسرائيل والتطبيع معها ودمجها في المنطقة حتى لو كان على حساب فلسطين قضية العرب المركزية، صلح إبراهام مثلا، وتأثر بهذا اعداد كبيرة من المتعلمين حتى لو كان بعضهم يحمل أعلى الدرجات العلمية، وهذا يفسر لك موقف البعض من المقاومة الفلسطينية، واستشهاد إسماعيل هنية على أرض إيران.

لعلي أكون أوضحت الصورة الملتبسة عند البعض، ..... 

 

*- كبير الباحثين بالازهر.. تخصص تفسير مهتم بتجديد الخطاب الديني