معلوم أن رحلات الطيران المدني تتم وفق خطوط سير محددة ومعلومة ويتم الإبلاغ المسبق عنها لمرور الأجواء في البلدان التي تمر فيها وصولاً إلى إبلاغ المطار الذي ستهبط فيه، بل إنها لا تقلع من نقطة تحركها الا بعد حصولها على موافقة (تصريح) المرور في الاجواء والهبوط في المطار المعلوم، حيث أن للاجواء سيادة وخرقها دون إبلاغ أو موافقة يعطي الحق للدولة استهداف اي جسم كان قام باختراق أجواء تلك البلد المعنية.
الأمر الآخر أنه وعند وصولها إلى وجهتها المحددة سوف تخضع للإجراءات الأمنية سواء على الركاب أو ما تحمله من أمتعة في الشحن، وتكون هذه الإجراءات دقيقة جداً من خلال الأجهزة لدى أمن المطارات ناهيك عن ارتباط تلك الإجراءات بالأجهزة الاستخباراتية والأمن القومي وغيرها من الأجهزة المرتبطة أمنيا وعسكريا.
ومع تداول عدد من وسائل الإعلام وتبيين تطبيقات التتبع وصول وعودة رحلة طيران اليمنية من صنعاء إلى لبنان مروراً بالأردن، فإن هذا الأمر يعني أنها حصلت على تصريح مرور في الأجواء من التحالف والدول المجاورة وموافقة الهبوط في مطار الملكة علياء في الاردن ورفيق الحرير في لبنان.
وبناء على ما سبق يمكننا القول أن رحلة طيران اليمنية (صنعاء - الأردن - لبنان) في حالة تأكيد المعلومات فإنها ليست سرية بالمطلق، فقد تكون دون علم الحكومة اليمنية فيما يخص ما حملته سيما وهي انطلقت من صنعاء دون إشراف عدن أو المرور حولها، ولكن يرجح أن يكون لهم علم حول وجهتها، وعلى أقل تقدير فإن للتحالف العربي علم حول ذلك سيما وهو يمنح تصريح لأي طائرة تتحرك في أجواء اليمن كما هو متعارف عليه.
وإضافة إلى ذلك فإنه من الطبيعي أن تحصل نفس الرحلة على تصريح مرور في أجواء الدول المجاورة، ومن ثم موافقة المرور وتصريح الهبوط في الأردن وكذلك الحال في لبنان، ناهيك عن تطبيق الإجراءات الأمنية المتبعة في المطارات على الرحلة، وبالتالي فإن هذا يرجح الاتفاق بشأن هذه الرحلة وما حملته ونقلته خلالها من جميع الأطراف الإقليمية والبلدان الواصلة إليها .. بمعنى أنها ليست سرية ولكن متفق عليها وحدث تنسيق بشأنها، وحتى حجب أو إخفاء معلومات الرحلة في المطارات الواصلة إليها أيضاً متفق عليه.