تناقض الروايات مع صريح الآيات

2024-07-18 05:56

 

الكذب على الله ورسوله، مستمر منذ بزوغ نور الاسلام، يقول الله عز وجل {وَيَقُولُونَ طَاعَةٞ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنۡ عِندِكَ ‌بَيَّتَ ‌طَآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ غَيۡرَ ٱلَّذِي تَقُولُۖ وَٱللَّهُ يَكۡتُبُ مَا يُبَيِّتُونَۖ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا ٨١ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا ٨٢ النساء}

تبين الايات ان ثمة اناس حول النبى يبدلون كلامه ثم تبين طريق الخلاص من كذبهم وذلك يكون عن طريق تدبر ايات الكتاب المبين

 

ومن الامثلة على ذلك مارواه مسلم وغيره عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى

فهذا الحديث قبل ان يكون اتهاما لدين الاسلام، فهو اتهام لرب الانام ، بانه لايعدل بين عباده، ولالقاء بعض الضوء على هذه المسالة فانه حينما اشرق نور الاسلام قال المسلمون نحن اهل النجاة واهل الكتاب اهل الهلاك، ولايزال يقال هذا الى اليوم، وبالطبع فاهل الكتاب زعموا انهم اهل النجاة وان المسلمين اهل الهلاك، لكن الله عز وجل رد على عليهم اجمعين من السابقين واللاحقين فقال {لَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ ‌أَمَانِيِّ ‌أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ١٢٣ النساء} فهذا هو قانون العدل عند الله عز وجل ان كل انسان ملزم بخطيئته وانه لن يحمل نبى خطيئة اتباعه

 

وحينما زعم اليهود والنصارى ان لهم حظوة عند الله فقد رد الله عليهم {وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ ‌نَحۡنُ ‌أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ ١٨المائدة}

فمنهم من هو مغفور لهم ومنهم من هو معذب كالمسلمين تماما قال تعالى {لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ ‌فَيَغۡفِرُ ‌لِمَن ‌يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ٢٨٤ البقرة} 

وقد ظن من لافقه له ان هذه الاية منسوخة ولم يعلموا انها قانون الله فى محاسبته لخلقه

ونفس هذه المشكلة انتقلت الى اصحاب المذاهب فكل مذهب يزعم اتباعه انهم اهل النجاة حتى الفوا حديثا تحت عنوان الفرقة الناجية فزعمت كل فرقة انها الناجية وان من عداهم هالك ــ  كذبا وزورا  ــ وانما الكل مرهون بعمله وليس بانتمائه

 

*- شيخ أزهري تخصص تفسير