لاشك بأن مصير الجنوب العربي ومستقبل أجياله بأيدي الجنوبين أنفسهم وليس بأيدي غيرهم، لأن القضية قضية وطن وشعب يناضل في سبيلها منذ أكثر من عقدين من الزمن وقدم خلالها عشرات الآلاف من الشهداء وضعفهم من الجرحى، ولن تسقط بالتقادم مهما كانت المؤامرات والعراقيل والخيانات والخذلان.
فكل ما يتطلبه الأمر من الجنوبين بشكل عام شعب وقيادة هو الثبات، وعدم الاستسلام سواء كان للظروف والأوضاع المعيشية المأساوية الصعبة التي انتجتها منظومة الاحتلال والفساد اليمني بطرق ممنهجة، أو للضغوطات الدولية على القيادة السياسية الجنوبية واجزم بأن هذه العوامل والعراقيل التي أثرت وبشكل كبير على شعب الجنوب بإمكان شعب الجنوب وقيادته تجاوزها، وبوقت قياسي إذا ما وضعنا جميعا مايلي بالحسبان :-
1- الإيمان المطلق بعدالة قضيتنا الوطنية الجنوبية، باعتباره حق شرعي تكفله جميع الشرائع السماوية والقوانين الوضعية.
2- البتّة بأنه لن أحد هناك أحرص من الجنوبيين أنفسهم على وطنهم وقضيتهم، مهما قدم لهم الآخرين من مساعدات، ومهما أظهروه من تعاطف معهم، ولن يأت أحد من غير الجنوبين ليعمل ما يتطلبه منهم عمله لإرساء أسس دولتهم، وتنظيم شؤون حياتهم.
3- على كل جنوبي وجنوبية ان يجعل من قضيتنا الوطنية الجنوبية كأنها قضية تخصه بمفرده، وهو المسؤول عنها أمام الجميع، ويضع كل جنوبي وجنوبية في باله أنه ليس هناك أحد في منأي عن هذا الواجب الوطني ، وهذا الشعور إذا ما وجد كفيل بتوليد الإرادة الوطنية الجمعية والإخلاص الوطني.
4- على كل جنوبي وجنوبية قيادي أم ناشط أو مواطن حتمية إنكار الذات ونبذ الولاءات الشخصية والحزبية والتعصب المناطقي.
5- على القيادة السياسية الجنوبية تسخير كل الجهود والإمكانات لوحدة الصف الجنوبي ولترتيب الوضع الداخلي الجنوبي وتوحيد الجبهة الداخلية الجنوبية وتامينها.
6- على القيادة السياسية الجنوبية الاستعانة بكافة الكفاءات الوطنية الجنوبية، لاسيما والجنوب مليء بالكوادر الوطنية المؤهلة وذو الخبرات العملية والإمكانات العلمية العالية في مختلف المجالات والتخصصات.
7- على شعب الجنوب وقيادته الجزم بأن دولتنا الجنوبية لن يتم تقديمها لنا على طبق من ذهب، كمكافأه لنا على صبرنا وتحُملنا وتقديمنا مصالح الآخرين على مصالح وطننا وشعبنا، ولن تستعاد، ولن ترفع المظالم وجور المعاناة الواقعة عليهم إلا بالعمل الوطني الجمعي الجاد والصادق، وليس بالشعارات ولا بالنقد والمناشدات.
8- على القيادة السياسية الجنوبية ضرورة وقف الشكاء وطُرق الاستجداء، وتحميل منظومة الاحتلال والفساد اليمني نتائج ما آلت إليه الأوضاع في الوقت الذي هي شريكة مع هذه المنظومة بالرئاسي والحكومة ولها صلاحياتها، ليس لانها مبررات غير مقنعة فحسب، بل وتظهرنا بمظهر الضعفاء رغم أننا أقوياء بما نمتلكه من العوامل والمبررات المسنودة بقوة الحق والقانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية، والاحرى بها مقاضاة الشريك (منظومة الاحتلال والفساد اليمني) أمام محكمة الجنايات الدولية على ما اقترفته بحق شعبها، وهو الأنفع والأجدى لها من تبرير نفسها أمام شعبها في الوقت الذي هي فيه مستمرة بالشراكة معها.
هذا والله ولي التوفيق والهداية.
*- عبدالحكيم الدهشلي