أحمد الريسوني يجيب.. هل الزلازل والفيضانات عقاب من الله للناس؟
*- شبوة برس – الجزيرة
مع وقوع الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وفيضانات، تصدر تأويلات من بعض الناس، تفيد بأن ما حدث هو عقاب من الله عز وجل لأهل المنطقة المتضررة.. فما نظرة الإسلام إلى هذه الكوارث؟ وما واجب المسلمين إزاء إخوانهم المتضررين؟
وفي هذا السياق، يرى الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني أن من يصفون الكوارث الطبيعية بأنها عقاب من الله عز وجل للناس، لديهم اعتقاد خاطئ، وهذه الكوارث ليست غضبا من الله ولا من الطبيعة، موضحا أن "من يزعم أن هذا غضب الله فمعناه أن الله أوحى إليه أنني قد غضبت على هؤلاء وعلى هذا الشعب وعلى هذه المنطقة وعلى هذه المدينة.. وهذا تقوّل على الله.. ومن الكبائر أن تقولوا على الله ما لا تعلمون ". والمعاصي لا تقع فقط في محل الأعاصير والزلازال..
ويورد الريسوني- في حديثه لحلقة (2023/10/4) من برنامج " موازين" – نظرة الشريعة الإسلامية للكوارث والنوازل الطبيعية، ويؤكد أنها جزء من سنن الله سبحانه وتعالى في الكون، وعلى سبيل المثال أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر الناس الذين اعتقدوا أن الكسوف الذي وقع في عهده كان بسبب وفاة ابنه إبراهيم، قائلا لهم: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد من الناس".
ومن المنظور الإسلامي، تعد الكوارث الطبيعية من الابتلاءات التي يمتحن بها الله عز وجل عباده، حيث يبتليهم بالخير وبالشر. كما أن الكوارث هي أيضا -كما يوضح الريسوني- تذكير بآيات الله عز وجل وتذكير بيوم القيامة، وجاء في حديث صحيح أنه قبل قيام الساعة تكثر الزلازل.
ورغم ما تخلفه من خسائر بشرية ومادية، فإن هناك بعض الفوائد من الزلازل والفيضانات والبراكين التي تحدث من فترة إلى أخرى، فهي من وجهة نظر الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد تؤدي إلى الارتقاء بالناس وإيقاظهم من غفلتهم، وقد تكون فرصة للمسؤولين ليكتشفوا مواطن تقصيرهم.
كما أن الذين يموتون في الكوارث والنوازل الطبيعية هم شهداء عند الله عز وجل، كما أورد الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، والذين تضرروا وتعرضوا للأذى وصبروا على ذلك ينالون أجرا عظيما.
ويركز ضيف برنامج " موازين" على أهمية التكافل الاجتماعي في حالات الكوارث الطبيعية، ويدعو الناس إلى ضرورة التكتل والتجند بكل إمكانياتهم لمساعدة إخوانهم المتضررين، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة موجودة والحمد لله في المجتمعات الإسلامية، حيث يوجد تعاطف كبير وهبات لمساعدة من تعرضوا للكوارث.
ومن واجب العلماء والفقهاء أيضا أن يوضحوا للناس ويصححوا المفاهيم الخاطئة، بالتركيز في خطبهم على النظرة الإسلامية للكوارث، فضلا على ضرورة أن تعطى الأولوية في الزكاة للمتضررين في حالات الكوارث.
المصدر : الجزيرة