في أزمنة الانهيارات والأزمات الكبرى، لا يُقاس الرجال بما يقولون، بل بما يصنعون، تبرز أسماء بعيدة عن الأضواء، لكنها حاضرة بقوة في تفاصيل الحياة اليومية، تترسخ أقدامهم في الميدان حين يشتد الصراع بين الفوضى والنظام، ويمسكون بزمام الموقف بحكمة واتزان، محافظين على ما تبقى من أمل، وصانعين لفارق حقيقي بعيداً عن الشعارات.
من هنا تتجلى أهمية تسليط الضوء على تجارب رجال المرحلة الذين يعملون بصمت، ويبنون حين ينهار الآخرون، من يطالع صفحات التاريخ سيجد أن صانعي الأثر هم أولئك الذين شقّوا طريقهم وسط المصاعب، وتحدوا الأزمات، وكابدوا الآلام دون أن تنكسر عزائمهم، مدفوعين بحب الوطن وواجب المسؤولية.
وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، تجسدت هذه القيم في قيادة مؤثرة قدّمت وقتها، وجهدها، وعقلها، لإنجاح عمل شركة النفط فرع عدن، ودعم رؤيتها الوطنية في ظل ظروف استثنائية عجزت عن مواجهتها مؤسسات أخرى.
وفي هذا السياق، يبرز اسم الدكتور صالح الجريري، مدير عام شركة النفط فرع عدن، كقائد أعاد ترتيب البيت المؤسسي، ورمّم جدرانه المتعبة بثبات عقلانية، لم يكن مجرد مسؤول تنفيذي، بل حجر الأساس في مسيرة بناء وطني صادق، وضع بصماته بإخلاص ومحبة، مؤسساً لنهج مؤسسي يقوم على النظام والشفافية لا على الأعراف والمصالح الضيقة.
بحنكته الإدارية وحسّه الوطني، استطاع الدكتور الجريري أن يصنع استقرارًا تموينياً نادراً، رغم الحرب، وتقلبات الأسعار، وانهيار العملة… مشهداً فريداً في مؤسسات الدولة، ميّزه الحزم المتوازن مع العدل، والاعتماد على العمل الجماعي، وتوظيف الكفاءات، فتحولت شركة النفط فرع عدن إلى نموذج يُحتذى به، وتجربة تستحق أن تُدرس في معاهد الإدارة الوطنية.
ما حققه الدكتور الجريري لم يكن مجرد نجاح إداري عابر، بل درس وطني في الوفاء، وتجسيد لقيمة البناء في زمن الإنهاك، وتجربة أخلاقية وإنسانية سامية… تؤكد أن الأوطان لا تبنى بالمتفرجين، بل بالرجال الذين تظل هاماتهم مرفوعة، لا تنحني إلا لخالقها… رجال يبنون بيد، ويداوون الجراح بالأخرى.
وفي هذا الظرف العصيب، تثبت التجربة أن المعركة الأخطر ليست في جبهات القتال وحدها، بل في مؤسسات الدولة… معركة الانضباط، والشفافية، والعدل، ووطننا الذي أثقلته الأزمات يستحق قادة من طراز صالح الجريري…رجال يصنعون الفرق لا يبحثون عنه،
لكن القصة لم تنتهِ بعد… فكل مشروع أنجز، وكل مبادرة نُفذت، ليست سوى بداية لمسيرة أطول من العطاء والتمكين.
شكراً لك…لكل ساعة عمل، ولكل فكرة طُرحت، ولكل خطوة قادت قائدًا نحو النجاح…سنمضي معًا، أقوى، وأكثر تأثيرًا، لأن القيادة لا تتوقف عند جيل، بل تستمر عبر الأجيال...!!
✍️ ناصر العبيدي