*- شبوة برس – حبان - صالح اْحمد البابكري *
منذ ثلاث سنوات خلت والمنظومات السياسية العتيقة في صنعاء تحاول جاهدة بكل ما لديها من قدرات مادية وغير ذلك مما اْكتسبتها من خبرات وعلاقات داخلية وخارجية و توظيف تلك المكتسبات في إعادة اْنتاج نفسها اْو من ينوب عنها من اْتباعها لبقائها ممسكة بالمشهد السياسي في الجهوية اليمانية وهم بذلك إنما يغالطون اْنفسهم ناهيك عن تقاطعهم مع جوهر المسار الجديد بكل معطياته ومتغيراته ’’ الدفعية ,, التي تحمل جميعها اْستحقاقات طبيعية اجتماعية واقتصادية وكذلك سياسية وهذا في اْعتقادنا يعد في حد ذاته من اْهم المعوقات التي تعترض ايجاد حلولا سياسية للمشكلات ’ وتزيد المشهد تعقيدا اْكثر مما هو عليه في الاْصل ..
وكل حديثنا بكل تاْكيد هو في ما يخص الصراع في الجهوية اليمانية إكان فيما بين القطرين الشقيقين وهما الجمهورية العربية اليمنية وجاره الجنوب العربي المحتل من قبل نظام ومنظومات العربية اليمنية وكذلك ممن يساعدها ويساندها في فعلها هذا من المنظومات السياسية الجنوبية التي ارتبطت معها بارتباطات ايدولوجية كفعل ظاهر من الناحية السياسية ذات البعد الايدولوجي اْلا إنها في الحقيقة بعيدة كل البعد عن الواقع المعاش للشعبين الشقيقين اللذين لهما ثقافة مغايرة لبعضهما البعض ومختلفة كليا وجذريا بما سطرته الحياة في كل منهما عبر قرون قد خلت ’ وقد نشاْت مجتمعات اليمن الشقيق والجنوب العربي على هذا الاْساس وتراكماته الخاصه بكل منهما برغم مما بينهما من وشائج القربى والدين اْلا إن التباعد الطويل والاختلاف السياسي والاداري وغير ذلك من عوامل كثيرة معروفة قد غيرت في مفاهيم الناس وكان اْنعكاسها سلبا اْم ايجابا قد فعل فعله وليس في الجنوب العربي وحده اْو في اليمن الشقيق بل يكاد هذا الوضع إن يعمم على بقية اْقطار شبه الجزيرة العربية ويمتد الى مختلف الاقطار العربية الاْخرى وليس هذا وليدا لما يسمى بإتفاقيات ساكيس /بيكو وزيري خارجية كل من بريطانيا وفرنسا في العام 1916م تلك الاتفاقية التي حددت توزيع العرب على رقع جغرافيه ومناطق مصالح لامبراطورياتهم الاستعمارية وفي الحقيقة هذا عامل واحد من عدة عوامل اْخرى اْعمق مما فرق الاْمة بالقطع لو كنا منصفين لانفسنا قبل اْن ننصف الاْخرين الذي جعلنا منهم شماعه نعلق عليها كل اخطاءنا وصراعاتنا وفشلنا عوضا عن العمل الجاد لايجاد حلول موضوعية ترتقي للواقع الذي اْفرزته صراعاتنا الطويلة التي لازمت مسار حياتنا السياسية والادارية والثقافية المتصارعة عبر حقب وقرون اْقله فيما سجله العصر الاسلامي من اْحداث بينية في كل جهة من الاْرض العربية من المحيط الى الخليج .
إننا في حاجه ماسة الى التعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي وتبادل المصالح بين الاقطار العربية ولسنا في حاجة الى وحدات تفرض بقوة المدافع والدبابات واْزيز الرصاص وقصف الطائرات وارتكاب المجازر والاعتقالات ونهب الثروات من قبل القوي كما هو حاصل اليوم من قبل اليمن ضد الجنوب العربي وشعبه وما المشهد الماثل الذي تعاني منه الاْمة اليوم بكل مافيه من اْلام وماْسي ماهو اْلا نتيجة طبيعية لمثل هكذا اْنهارا من الدم باْسم الوحدة كما إن الاسلام فيه متسع للغة العقل والمنطق والحجة وليس كما يصوره المختالون والجهلة والقتلة ..
وفي كل الاْحوال الوحدة لاتفرض بالقوة كما هو حاصل من قبل عصبويين ومناطقيين وجهويين وطائفيين ومهربين ولصوص وقتلة في العربية اليمنية يتوزعون الادوار ويوظفون بعض ذوي قصر النظر من الجنوبيين في خدمتهم فذلك باليقين القطعي ليس وحدة وانما هو استعمار توسعي واحتلال همجي قبيح ومواجهته فرض عين على كل جنوبي وجنوبية من ابناء شعب الجنوب العربي العظيم ..
وقبل الوداع نقول لشعب الجنوب العربي العظيم بطول وعرض اْرض حضرموت الكبرى من المهرة شرقا وحتى باب المندب غربا عليكم اْن تتنبهوا لكل المشاريع التي تحاك لكم في الخفاء وتستخدم من اْجلها كلمات معسولة على اْلسنة الكثير في الجنوب العربي المحتل ممن لازال يخدم الاْجندة نفسها منذ ستينات القرن الماضي وحتى اليوم اْو ما يسوق للتضليل من حلول عادلة ومنصفه من قبل البعض في اليمن الشقيق.
*كاتب سياسي
وباحث في التاريخ.
19 نوفمبر 2014م