المهمة العاجلة تعني أنه من غير الممكن بل والمستحيل تأجيلها، لأن تأجيلها يعني تحولها إلى ظاهرة مستعصية الحل، وسيتطلب حلها لاحقا خسائر وتضحيات جسيمة.
بيت القصيد أن مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي وكل الجنوبيين والتصدي لمهمة مكافحة الفساد الذي قد استفحل فعلا ويكاد يستعصي على الحل ويصبح ظاهرة عامة...هي مهمة عاجلة لا تقبل أي تأجيل أو ترحيل.
صحيح أن ظاهرة الفساد في مجتمعنا هي نتاج سياسات نظام 7/7 بهدف تدمير وتخريب الاقتصاد والمجتمع والأخلاق والقيم...إلى درجة أن رئيس الحكومة اليمنية الأسبق والراحل عبدالقادر باجمال وصف الفساد ب"أنه ملح الحياة"...
وما أضيف إلى الفساد التراكمي من ممارسات فاسدة خلال فترة الحرب الاخيرة المستمرة منذ عام 2015م جعل الفساد يتضخم وينتشر نهارا جهارا، وبروائح كريهة تزكم الأنوف وفوق طاقة كل البشر، وخاصة بسطاء الناس الذين طحنتهم أثار هذه الفساد إلى جانب ما تعرضوا له جراء الحرب والارهاب والفوضى.
الفساد ضارب عروقه في كل مؤسسات الدولة من الرئاسة إلى الحكومة إلى المؤسسات العامة وكذلك في الاحزاب والتنظيمات والجماعات وحتى في مؤسسات القطاع الخاص...لكن المتضرر الأكبر منه هو شعب الجنوب الذي تتظاهر سلطة الشرعية والاحزاب ورجال الاعمال أنهم في عدن من أجل استعادة مؤسسات الدولة وتقديم الخدمات للمواطنين".
وحيث أن فاقد الشي لا يعطيه وأن شعب الجنوب هو ضحية هذا الفساد...ولأن المجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره مفوضا لتمثيل الجنوب وقيادته في الداخل والخارج...فقد حان الأوان اليوم وليس الغد أن يشرع في اتخاذ استراتيجية إجراءات عملية ملموسة وواضحة لمكافحة الفساد جنبا إلى جنب مع مواصلة الدفاع عن الجنوب ومكافحة الإرهاب والتصدي لحرب الخدمات والمرتبات والعملة والاسعار.
في موضوع قادم إن شاء الله سأتحدث عن المزيد من التفاصيل والأمثلة.