إنشاء الوحدات العسكرية والأمنية الجنوبية يعتبر من أهم المكاسب التي تحققت للجنوب خلال السنوات الماضية.
هذه الوحدات أدت دورًا بطوليًا مشهودًا في تحرير الجنوب والدفاع عن أراضيه ودعم عمليات التحالف العربي في اليمن، حيث وصلت طلائع القوات الجنوبية حتى الحديدة عام 2018 وشاركت في تحرير مناطق في مأرب والبيضاء وإب، والتصدي لكل محاولات الغزاة الجدد وإفشال مؤامراتهم التي كان عنوانها العريض إفساد نصر الجنوب على الحوثيين وأعوانهم وتعطيل وعرقلة كل عمليات البناء أو الإصلاح داخل البيت الجنوبي.
ولم يكن تأسيس هذه الوحدات بالأمر الهين أو السهل، بل مر بمخاض عسير تعود بعض أسبابه إلى ماهو موضوعي متصل بحجم وعدة وعدد الخصوم الذين وحدتهم مصالح مشتركة ضد الجنوب رغم ادعائهم الصراع فيما بينهم.
وبعض هذه الأسباب كانت ذاتية تتصل بالأخطاء التي رافقت إنشاء وتطور هذه القوات الجنوبية.
من أجل ذلك يجب استمرار عملية تطوير هذه القوات على أسس علمية وطنية بما يستجيب لمتطلبات بناء جيش نظامي وأمن محترف.
وهذا يتحقق تدريجيا بوجود قادة يتحلون بأعلى درجات النزاهة والكفاءة والتأهيل يقومون بهذه المهمة ويقودون هذه الوحدات المنظمة والمنضبطة، ووجود هيئة أركان وعمليات تتولى القيادة والسيطرة وهي المسؤولة عن جاهزية هذه القوات، ومساءلتها ومحاسبتها عن أي أخطاء أو تقصير أو فشل.
ومن وحي الانتصارات الرائعة التي حققتها القوات الجنوبية مؤخرا في محافظتي حضرموت والمهرة، وقبل ذلك في عدن والضالع والعند والحد والصبيحة وشبوة... ينبغي استلهام الخبرات والتجارب والعبر، والسير في اتجاهين متوازيين مواجهة العدو وبناء وتحديث القوات الجنوبية لتتحول إلى جيش جنوبي نظامي حديث ومحترف.