نوجه رسالتنا هذه الى عقلاء الامة وحكماءها الى المقهورين في الارض لتلافي الكارثة فلا زال في الوقت متسع لاتخاذ القرار الصائب
اصبحتم البوم وجه لوجه مع نظام سياسي لا يعترف بقيم المجتمع اليمني ويزرع قيم مجتمعية دخيله ويدمر كل تاريخكم السياسي ويقوم بتصغير العداد في محاوله لاستعادة مجد الامامة المتخلفة ونسف كل مخرجات ثورة 26 سبتمبر ويريد يعيدكم الى عصر العبودية .
حتى الان لا يوجد تفسير مقنع لتسليم الحوثي مقاليد السلطة في صنعاء بعد الانهيار المفاجىء لاجهزة الدولة العسكرية والامنية وتبخر الجيش الجمهوري والامن المركزي وبقدرة قادر تحول الى اداة بيد الحوثي وهم يعرفون علاقة الحوثي بايران فسرعان من حجز من نخبكم موقع له تحت مظلة الحوثي ومنهم من ذهب الى الرياض لطلب المساعدة .
وفي المقابل الجنوب قاوم الغزو وهو يملك اسلحة شخصية يتداول قطعة السلاح عشره اشخاص وقدم التضحيات ولعلمكم القوات التابعه للجيش اليمني في عدن وحواليها قد انضم مع الجيش القادم من صنعاء لاحتلال الجنوب من جديد.
الكل يعرف جذور الازمة واسبابها الرئيسية في اليمن ولكن لا احد يريد ان يعترف بها كان اجتياح الجنوب هو الهدف بالنسبة للنخب اليمنية عسكرية حزبية. قبلية دينية حتى فئة التجار منذ بداية الوحده ويعتقدون باستيلائهم على الجنوب يستطيعون اخضاعه مستخدمين صراعات الجنوبيين السابقه واذكائها مع استحضار الثأرات القديمة بين القبائل ولكنهم فشلوا وتحول الصراع بعد حين فيما بينهم على غنائم الجنوب وثرواته وانتهت الى ما نحن عليه الان.
طال امد الحرب وطالت معها الازمة وتشعبت فيها القضايا وازداد تدخل الاطراف الخارجية واصبحت الحلول اكثر تعقيدا وتبعات ذلك المشهد المعقد تحمله الشعب الذي اصبح مشرداً وفاقداً للمستقبل ويعاني الكثير من المتاعب داخليا وخارجيا وتحول الى شعب يستجدي المساعدات بينما هو من اغنى شعوب الارض.
هل عقمت العقول ولا يوجد عاقل يستطيع ان يخترق حاجز الخوف ويعترف بالازمة واسبابها الحقيقية بل لا توجد قوى سياسية او حتى قبلية او دينية استعادت رشدها وتجنح الى السلم العادل وبوابة النصر تمر عبر الاعتراف بحق الجنوب في استعادة دولته الجنوبية.
لم يستفد من الوحدة غير تحالف 7/7 النخب السياسية والحزبية والعسكرية والقبلية والدينية والتي استحوذت على السلطة وعلى ثروات البلاد اما الشعب في الجنوب والشمال ازداد فقرا وتخلفا.
كان وضع الناس في الجنوب قبل الوحده افضل بعشرات المرات من ما هو عليه الان كما ان وضع الناس في الشمال قبل الوحده افضل بكثير عن وضعهم البوم.
هل ننتظر الحل ياتي من الامم المتحدة ومتى كانت الامم المتحدة تحل ازمات او مشاكل في العالم ان لم تكن هي المستفيد الاول من وجود ازمات .. سننتظر طويلا ويمكن ان لا تاتي اي حل.
هل ننتظر الحلول من الخارج وهذا مستحيل لان الوضع اصبح اكثر تشابك وخاصه مصالح الخارج لا تلتقي ابدا فيما بينها وسننتظر طويلاً .
اليوم يجري تغيير جذري لمفهوم الدوله والثورة وحتى المعتقدات الدينية في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثي واصبح الناس هناك يعانون لوحدهم ممارسات الانقلابيين الظالمة ومن يسمون انفسهم الشرعية يعيشون في عالمهم الخاص يستثمرون الازمة للاثراء وترتيب اوضاع اسرهم ولا يبالون بما يحدث لشعبهم وماسكين الجنوب رهينه تحت وهم الوحده التي لم يستطيعوا ان يحافظوا عليها في صنعاء وهم يملكون عشرات الالوية العسكرية وملايين الاتباع.
الشرعية والاحزاب اليمنية اضاعوا البوصله وخسروا المعركة العسكرية ولم يستطيعوا الحفاظ على الارض التي كانت تحت ايديهم ومكنوا الحوثي من ان يصبح قوة على الارض … كانت معركة الشرعية هي مع الجنوب ومحاولتها السيطره عليه وقد كانت معركة خاسره …. وببساطة لن يسلم الجنوبيون انتصاراتهم لمن هرب من صنعاء وتركوها للحوثي.
البوم المعركة مختلفه لازم تحرقوا سفنكم على شاطىء التردد والخوف وما عليكم الا ان تبنوا اصطفاف جديد لينتفض الشعب ويعيد وضعه من خلال المقاومة بشتى الوسائل وتاكدوا بانه لن ياتي احد من الخارج او المراهنه على الخارج باستعادة الدوله في صنعاء وان قمتم بذلك فالجنوب سيكون الى جانبكم وسيقدم كل اشكال الدعم والمساندة شرط الاعتراف بقضية الجنوب.
الجنوب لن يكون وطن بديل لاحد الجميع يعرف بانه كان دولة ذات سيادة ودخل في وحده وتم الغدر به من يستطيع ان يعيد اكثر من خمسين الف شهيد الى الحياة واضعاف مثلهم جرحى ومشردين قدمه الجنوب على محراب الحريه ..كانت كوادر. الجنوب تقتل نهارا جهارا عبر فرق الاغتيالات التابعة لنظام صنعاء البائد من سيعيدهم الى الحياة من الذي سيجبر الضرر لعشرات الالاف من العسكريين والمدنيين الذين سرحوا قسرا من وظائفهم ًومن الذي سيعيد المنهوبات من نفط وغاز الجنوب والثروات الاخرى والتي ذهبت الى جيوب تحالف 7:7 .
سيكون الجنوب سند وابوابه مفتوحه لكم ان احترمتم خياراته ولن يبني جدار برلين ولكن سيكون شريك في السراء والضراء كما كان في العقود الماضية لكن الذي لن يسمح الجنوب ان يتكرر هو الغدر فيه ولن يكون هناك سلام الا باعادة الحقوق الى اهلها والعودة الى الحق فضيله وهنا تعود لغة المصالح المشتركة والتسامح واعادة بناء قدراتنا الذاتية لنلحق بالامم دون ذلك ستظل الحروب هي عنوان مستقبلنا والدمار هو نتائج عدم تقديرنا للموقف بالشكل الصحيح وسيظل شعبنا مشردا في اصقاع الارض ويستجدي الاعانات بينما ثرواتنا ينهبها الناهبون وكلاء الخارج ولكم الخيار فالامر لله من قبل ومن بعد
قاسم عبدالرب العفيف .
5/10/2023