اللقاء التشاوري وتوصيف القضية الجنوبية

2023-05-02 00:49



في عشية اللقاء التشاوري الجنوبي الكبير في عدن الخميس القادم، من المفيد التذكير بالنقاط التالية :

1) القضية الجنوبية ليست قضية حقوقية ولا سياسية بل قضية وطنية بالمقام الاول تعنى لاستعادة وطن ودولة وهوية وطنية لكل ابناء الوطن على اختلاف مشاربهم السياسية.

2) الاصطفاف على اساس وطني هو ثابت وجودي وصمام امان لاي بلد وقت الشدائد ويجب أن لا تحل محله اي اصطفافات حزبية او سياسية لأنها متغيرة في كل مرحلة بينما الوطني هو الثابت والجامع ومصدر قوة الجبهة الداخلية لاي بلد.

3) في تجربة الدولة بالجنوب منذ الاستقلال الي يوم الوحدة ١٩٩٠ اعطي للاصطفاف السياسي في بعض المحطات أفضلية اكبر على حساب التقارب الوطني وكان المستفيد الاكبر من ذلك اطراف سياسية ثالثة من خارج الجنوب.. ويجب أن لانكرر هذا التجربة اليوم مرة أخرى خصوصا الذين ما زالوا يقدمون الحزبي على الوطني في عملهم السياسي في الجنوب.

4) هذا الخطاء البنيوي هو أحد الأسباب الجوهرية في أن يكون الشريك الجنوبي هو الشريك الخاسر لاحقا في مشروع الوحدة ١٩٩٤ ولو كانت الاصطفافات الوطنية سليمة على حساب التحالفات السياسية ( الذي اكتشف الطرف الجنوبي انها كانت مجرد تحالفات هشة او مخادعة في انتخابات ١٩٩٣ وعشية حرب ١٩٩٤).... لو كانت الاصطفافات الوطنية سليمة يومها لتغيرت المعادلة السياسية بشكل مختلف.

5) اليوم نحن على اعتاب عقد لقاء تشاوري وطني هو نتيجة حوارات سياسية هي الاوسع والأشمل في تاريخ الحركة الوطنية بالجنوب تمت مع جميع الأطراف الجنوبية خلال عدة اشهر في الداخل والخارج وذلك لرسم خارطة طريق للعمل الوطني القادم من خلال الوثائق التي سوف ينجزها المشاركون في هذا العرس الوطني الكبير.

6) اللقاء التشاوري الجنوبي ليس انجاز نهائي وانما بداية حقيقية لعمل وطني قادم ، وبالتالي يجب أن يبقى الحوار مع كل الطيف السياسي منهج مستقبلي وسلوك دائم كضامن صحي لتقوية اي عمل وطني وترسيخه وان لايتوقف الحوار عند انجاز هذا اللقاء التشاوري فقط.

7) كانت الحوارات مفتوحة مع الجميع دون تحفظات وبالتالي من لم يشارك اليوم في هذا اللقاء التشاوري فقد امتنع ذاتيا ولم يكن مقصيا من احد..

وعليه فأن اي تقييم سلبي ومسبق لنتائج هذا اللقاء التشاوري ليس لها حجة تدعمها من حيث أن هذا العمل الوطني غير جيد ، ولكن نتفهم ان الموقف السلبي هو من صاحب الدعوة لهذا العمل الوطني ( المجلس الانتقالي) ولو كانت الدعوة من اي طرف اخر حتى وان كان طرف من خارج الوطن لتغيرت مواقف بعض هذه الاطراف التي تتعامل بسلبية مع هذا العمل الوطني.



#م_مسعود_احمد_زين