هل يكون مصير الشرعية مثل الملكية؟

2023-01-20 21:06



بعد التدخل العسكري المصري في انقلاب اليمن 1962 زادت مخاوف السعودية من المد الثوري وموضة الانقلابات العسكرية التي اجتاحت الأنظمة الملكية في خمسينات و ستينات القرن الماضي. وتدخلت بدعم الملكيين خلال ثماني سنوات لكن اتضح حجم التلاعب للطرفين أو لأسباب أخرى أن مؤيدي الملكية غير جاديين وأنهم مع إخوانهم مؤيدي الجمهورية يتعمدون استنزاف مصر جمال عبد الناصر وسعودية الملك الشهيد الفيصل وتم التفاهم بين الزعيمين ومعه تخلصوا من تبعات حرب بالنهار جمهورية وبالليل ملكية على حساب مصر والسعودية.

الأمر لا يبدو مختلفا مع الشرعية والحوثيين في عشرينات القرن الواحد والعشرين الجاري وتبدو الصورة نسخة مكررة بعدم جدية الشرعية.

حسم الأمر عسكريا على مدى ثماني سنوات مما اضطر السعودية إلى التفاهمات مع إيران ومع الحوثيين أنفسهم عبر وساطات إقليمية عراقية وعمانية ورعاية أميركية وهذه الوساطات والوضع المراوغ لطرف الشرعية قد يؤدي إلى إنهاء دورها الاكثر انتهازية ومراوغة.



وتبقى قضية الجنوب هي القضية الوطنية التي برزت بوضوح بعد (حرب الشمال على الجنوب) صيف 1994 وأصبح الجنوب خارج سيطرة نظام صنعاء مذ2013 حتى غزته مرة ثانية عام2015 بدعم ايراني لكن استطاع شعب الجنوب أن ينظم مقاومة جنوبية شرسة استفادت من ضربات التحالف الجوية والمشاركة الميدانية لقوات محدودة من دولة الإمارات العربية المتحدة وأصبح الجنوب محررا مذ نهاية يوليو2015 عدا جيوب في سيئون والمهرة ومكيراس حال التحالف دون تقدم القوات الجنوبية لتحريرها وفي كل الأحوال لن يتحقق الأمن والاستقرار في الجهوية اليمانية والمنطقة عموما غير بالعودة إلى واقع الدولتين المستقلتين لهذه القضية الوطنية الجنوبية لما قبل عام 1990م والتعايش بجوار حسن بين الدولتين في نطاق الأسرة العربية وأمنها واستقرار والحفاظ على الدول الوطنية بعد فشل كل المحاولات للدولة القومية الواحدة.



الباحث /علي محمد السليماني