لعبة اليمن في الصراعات الدولية والإقليمية مطولة

2023-01-08 23:43



بات واضحا أن ليس لدى اليمنيين (الجمهورية العربية اليمنية) رغبة في إسقاط الحوثيين وإسقاط تحالف اليمن مع ايران ومشروعها في المنطقة وأن إلحاح اليمنيين على السعودية بالزج بالقوات الجنوبية لمحاربةالحوثيين الذي يحكموا الشمال بسكانه المقدر عددهم بـ 30 مليون نسمه( كما تذكر المصادر اليمنية) وماتثيرها تلك الأطراف اليمنية في شرعية هادي أو في شرعية رشاد العليمي إنما الهدف منها خلق مشاكل بين الجنوبيين والسعودية والتخلص من تلك القوات الجنوبية أن اتجهت شمالا واغراقها في ذلك البحر البشري المعادي للجنوب أساسا مستغلة المناخ الدولي الضاغط على وقف الحرب المتوقفة أساسا في اليمن منذ اغسطس2019..



بدون شك ماكان لتلك الأطراف اليمنية أن تتشجع وتتصرف طوال 8 سنوات من الخداع والمراوغة وتبادل الأدوار لو لم تكن مستندة إلى (خطة دولية خفية) تستهدف الحرمين الشريفين والسعودية والمنطقة عموما وتعمل عليها بدهاء الوساطات الإقليمية بين السعودية والحوثيين والسعودية وإيران بهدف أن تأخذ مداها الزمني في المماطلة.



ان ماحدث في اليمن مذ1962 مرورا بحرب الملكيين والجمهوريين وتخزين أسلحة عراقية في الجمهورية العربية اليمنية عام 1989 وإعلان الوحدة اليمنية المقبورة في 22مايو1990 وغزو صدام حسين للكويت واحتلالها في في 2اب اغسطس1990 وانضمام اليمن إلى محور صدام يؤكد بكل وضوح أن الخطة تستهدف الرياض والحرمين الشريفين وذلك ما اكتشفه الرئيس الجنوبي (نائب الرئيس) علي سالم البيض ووقف ضده بحزم واعتكف في المحور الشرقي (المهرة) من الجنوب وألقى خطابا في القوات الجنوبية المرابطة في المحور حذر فيه من سياسة التحالفات في المنطقة وجرها إلى أتون صراعات لن ينجو منها أحد وطالب بانسحاب القوات العراقية من الكويت فورا واحترام استقلالها وسيادتها غامزا من قناة اعلان الوحدة وخروج الجنوب منها. وذلك ما ادى فعلا إلى عدم استعمال الأسلحة العراقية خوفا من انهيار اعلان الوحدة في ذلك الظرف العصيب.. وهذا الأمر وغيره من العقبات أدى إلى حرب ((الشمال)) متحالفا مع صدام على الجنوب صيف 1994 انتقاما لتعطيل تلك الخطة وبعد انتصار الشمال وحلفاؤه على الجنوب قام بحشد القوات على الحدود للتحرش بالسعودية لكن تلاشت تلك التحرشات باحتلال ارتيريا لجزر حنيش عام1995 مما اضطر الشمال وشركاؤه إلى المهادنة لتخلي حلفاؤه عنه باتجاه ارتيريا مما اضطره إلى الحوار المطول مع السعودية والذي تم في نهايته إلى توقيع معاهدة جدة في يونيو2000 وبدأ الخلاف يدب بين صالح وصدام

وبعد تعرض صدام للغزو الأمريكي البريطاني لزم صالح الصمت.. لكنه حرك ورقة جماعة الشباب المؤمن لاحقا (الحوثيين) كما تمكن من تجاوز نتائج تفجير المدمرة يو اس اس كول في ميناء عدن ووظف القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر2001 التي تجاوز تبعاتها بعد ان كانت اليمن هي المرشحة الاولى للضرب قبل أفغانستان كما اوضح مهندس السياسة الخارجية اليمنية الراحل الدكتور عبد الكريم الارياني في تصريحات إعلامية.



لقد برهنت حرب العاصفة على خطأ الرهانات على امتصاص استقطاب تلك الاطراف اليمنية بالدعم السخي واجلت الكثير من غموض سر (اللغز اليمني) ودوره في المنطقة وذلك مايجب أن يتنبه له السياسي الجنوبي وعدم خضوعه لأية ضغوطات بالتدخل العسكري الجنوبي في الشمال قبل إعلان قيام دولته المستقلة والاعتراف بها فاللعبة في المنطقة تسير بنفس طويل وأهداف واضحه متأرجحة زمنيا في توقيتها ومايعيق تنفيذها غير موقف شعب الجنوب العربي ومطالبه باستكمال فك الارتباط من اعلان وحدة عام1990 الفاشلة وقيام دولته العربية الجنوبية ما قبل عام1990م

غير أن في قادم المرحلة ستتغير الكثير من التحالفات وتتكشف ابعاد الخطة الجهنمية واطماعها التوسعية وسيكون للجنوب العربي وشعبه دورا مهما في التصدي لتلك الخطط وأهدافها المختلفة ضد دول وشعوب الجزيرة والخليج ومصر..



الباحث/ علي محمد السليماني