ما يجب أن يشغل الجميع ليس بعض حالات الفساد (ملف البعثات مثال) ولكن الفساد الذي تمارسه شرعية حرب ١٩٩٤ وحتى اليوم كمنهج منظم في كل مايخص ملف الخدمة العامة المدنية والعسكرية وشكل ادارة الدولة.
1) الفارق الجديد هو أن فساد دولة هادي ورشاد العليمي هي أكثر فجاجة وقبحا من فساد السلف.
2) فيما يخص فساد الوظيفة العامة في الدولة مدنية وعسكرية كان ومازال هذا الفساد ممنهح وفق منظومة فساد لها أهدافها وليس مجرد ممارسة فردية لبعض القيادات يمكن محاسبتها وينتهي الامر.
3) تم ويتم استخدام الوظيفة العامة والتأهيل الجامعي كسلاح لتوريث سلطة الدولة لشريحة اجتماعية محددة من خلال التعيين والتأهيل العالي للاقربين اساسا،
وتم ويتم استخدام هذا السلاح للاقصاء السياسي وحصر التعيين والتأهيل العالي في معظمه لاولجارشية سياسية محددة واقصاء الاخرين او تهميش مواقعهم تماما في مفاصل الخدمة العامة.
4) كان وما زال الجنوب الهدف الاكبر من هذا الاقصاء والتهميش من خلال الاتي :
# تفكيك معظم مؤسسات القطاع العام المدني بالجنوب وتحويل موظفيها الي قوة عاطلة عن العمل وتحويل تلك المؤسسات الي مجرد عقارات شخصية لقيادات حرب ١٩٩٤.
# تفكيك الجيش الجنوبي وتشتيت من بقى من افراده بين بقية الوحدات واستنزاف من استمسك اكثر بالخدمة بالجيش من خلال حروب صعدة التي لم يكن لها هدف غير استنزاف تلك القوات.
# حرمان الجنوب من تأهيل قوى جديدة في الخدمة العامة وتحديدا في مجال الكليات العسكرية ومعهد القضاء والسلك الدبلوماسي وكذلك كافة تخصصات الابتعاث الخارجي ووصلت نسبة الجنوب في فرص التأهيل الي اقل من 5% مقابل 95% للشمال.
5) الخلاصة :
الفساد يحتاج إلى ثورة شاملة وليس فقط معالجة ملف بعض الحالات الفردية،
والفساد اليوم هو منظومة متكاملة وليس بعض الممارسات الفردية،
والصدى الكبير الذي أحدثه نشر ملف من فساد البعثات ليس بسبب هذه الممارسة ولكن بسبب حالة الاستنفار والانزعاح في دولة الفساد بسبب هذه التسريبات.
#م_مسعود_احمد_زين