كان الأجدر بصلاح باتيس القيادي في حزب الإصلاح اذا كان صادق في دعوته لوضع سياسي مستقل لحضرموت ان يترك هذا الأمر لشخصيات وطنية حضرمية مستقلة لا تأتمر بسياسة اي حزب (اصلاح او مؤتمر او غيره) غير مؤمن بخصوصية او استقلالية المجتمعات المحلية ،
غير كذا فالأمر برمته هو مجرد تحريك ورقة سياسية لهذا الحزب في هذه الفترة الصراعية استغلالا لمزاج شعبي معين وليس مشروع حضرمي وطني صادق.
1) لدينا في الجنوب اكبر واقسى درس في مصادرة الاحزاب العقائدية او الاممية للاعتبارات الوطنية المستقلة ، والوحدة الاندماجية في ١٩٩٠ قام بها الحزب الاشتراكي اليمني مع دولة صنعاء ،
2) حيث تم تهميش الاعتبار الوطني للجنوب في ترتيبات هذه الوحدة لمصلحة الحزب عندما تنازل الاشتراكي عن ثلثي حصة الجنوب من مقاعد السلطة التشريعية لدولة الوحدة لمصلحة محافظات في الشمال كان الاشتراكي يعتقد انه الحزب الاول فيها ( 57 مقعد للجنوب بدلا من 150 مقعد كشريك متساوي مع الشمال)..
3) النتيجة في اول انتخابات برلمانية ١٩٩٣ كانت 57 مقعد للجنوب فقط كاقلية في مجلس من 301 عضو وفي نفس الوقت كانت تلك هي المقاعد اليتيمة للاشتراكي.
4) خسر الجنوب وضع الشريك المناصف بسبب هذا التقسيم المجحف ، وخسر الاشتراكي ثقلة السياسي في دولة الوحدة بسبب هذه المقامرة السياسية.
ومنذ ابريل ١٩٩٣ ونحن في الجنوب نحصد نتائج هذه المقامرة حتى اليوم.
5) اليوم يريد حزب الإصلاح تكرار نفس اللعبة في وادي حضرموت وكأنه الممثل الوطني الوحيد لحضرموت الارض والتاريخ والانسان ولا اعتقد ان هذا التمثيل يعكس الواقع السياسي الان لحضرموت.
6) لا التاريخ ولا الجغرافيا تؤيد اي طرح سياسي بان صنعاء اقرب لحضرموت من عدن ، بل العكس هو الصحيح، فالجنوب، كل الجنوب، على استعداد لقبول دولة حضرموت الكبرى من حوف الي ميون وليس فقط حضرموت ( الكثيري والقعيطي) ،
لكن هل تقبل قبائل هضبة ازال بهذه الأفضلية لحضرموت في اي مشروع سياسي يشملها مع جماعة صلاح باتيس ام مطلوب منه فقط تدجين حضرموت لابو عوجا ولمصلحتهم؟
السؤال متروك للعقل الحضرمي الوطني الناضج.
#م_مسعود_احمد_زين
.