من عجائب السياسة في اليمن

2022-07-24 13:08

 

من عجائب السياسة في اليمن أن نائب وزير خارجية الحوثي يتباهى، أمس، أنه استطاع الدخول خلسة إلى عدن لمدة 20 ساعة!

 

 يا خيبتك يا هذا!

 

كنت قبل 2015 الآمر الناهي في عدن وكل الجنوب، واليوم يا حاكم صنعاء لا تستطيع دخولها إلا خلسة مثل أي عملية تسلل لحدود أي دولة أجنبية.

 

 كلنا نعلم أن التواصل الشعبي والمجتمعي ما زال مستمرا، ويستطيع المواطن في أي مدينة أو محافظة بالشمال أو الجنوب التنقل للعمل أو التجارة أو التعليم أو العلاج أو غيره إلى أي مدينة يريد، وهذا مكسب للمواطن يجب أن يستمر في أي وضع سياسي قادم.

 

لكن أي قيادة سياسية أو أي من الأدوات التي تشرعن وجودها لا تستطيع اليوم الانتقال بتلك السلاسة بين صنعاء وعدن.

 

 هذا دليل واضح يسجله نائب وزير خارجية الحوثي بالفعل وللتاريخ بأن مشروع الوحدة الاندماجية (كمشروع سياسي) قد مات وانتهى، وأنه لا تستطيع أي قيادة سياسية دخول عدن من الباب إلا بعد الاعتراف الرسمي بشرعية القوات الجنوبية على أرضها وشرعية حاملها السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

 هذا ما أرغمت عليه الشرعية السابقة منذ 2019 وجرى على منواله شرعية المجلس الرئاسي، وعُمد الاعتراف باتفاق رسمي (اتفاق الرياض) بمباركة الإقليم ومجلس الأمن الدولي.

 

اليوم ربما يعتبر البعض تسلل هذا القيادي الحوثي من خلال طرق يمر فيها عشرات الآلاف من المواطنين يوميا اختراقا مهما، أو يريد به الحوثي رسائل أخرى.

 

لكن هذا القيادي من صنعاء وضع من حيث لا يدري شهادة هامة للتاريخ عن نهاية مشروع الوحدة وقيام ما يشبه وضع الحدود الدولية بين صنعاء وعدن.

 

لست حالما ولكن نقرأ الأمور بواقعية وندرك حجم التحديات ويكفي الطرف الجنوبي في هذه المرحلة أنه قد أنجز القواعد السياسية والقانونية والعسكرية اللازمة لحضوره السياسي المهم في المشهد، والمستقبل كفيل بإنضاج ظروفه المناسبة لإكمال المهمة.