لايختلف أثنان من أبناء شعبنا الجنوبي عن وطنية أبناء محافظة الضالع أب عن جد وعن شجاعتهم وعن تضحياتهم الجسام الممهورة بقوافل الشهداء من خيرة رجالها وشبابها الذين وعبر مراحل النضال الثوري الجنوبي حققوا العديد من الانتصارات ، وكل ذلك في سبيل الدفاع عن الدين وعن الوطن من أجل العيش بعزة وكرامة وحرية في بيئة محترمة ونظيفة ومتطورة تليق بالمكانة الكبيرة والسمعة الطيبة والأخلاق الرجولية لأبناء الضالع الذين فاحت رائحتهم الزكية إلى كل الأرجاء في داخل الوطن الجنوبي وإلى خارجه .
لكن ورغم ما قدمته الضالع من تضحيات التي بها صنعت البطولات والانتصارات دفاعا عن الداخل الجنوبي وعن الوطن العربي بقطع عنجهية وجبروت تمدد السلالة الحوثية إلا أنها لم تنال ولو جزءا بسيطا من الأهتمام في مختلف مجالات الحياة كأستحقاق عن جدارة من قبل دول التحالف العربي ومن قبل السلطات المحلية .
مجمل التقصير الكبير قد شمل مديريات محافظة الضالع كاملة ، إلا أن هذا التقصير في عدم الأهتمام بالمحافظة ككل قد تجلى واضحا ومشاهد للعيان من خلال الوضع الكارثي الذي تعيشه عاصمة المحافظة (مدينة الضالع) ، اسواق وباعة متجوليين غير نظيفة وغير منظمة ، مخلفات القمامة متواجدة وبكثرة في العديد من بقع واحياء وشوارع العاصمة وعلى أطراف الطرقات ، مشاكل الصرف الصحي غدت معضلة تؤرق عاصمة المحافظة بمنظرها القذر وروائحها الكريهة ، طرقات ضيقة ومحفرة وتقاطعات مزدحمة ، ما أن تغيب الشمس حتى تخيم على مدينة الضالع ظلمة موحشة بسبب افتقارها إلى مشاريع أعمدة أنارة ، تسودها بعض الاختلالات الأمنية هنا وهناك ، ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والمشتقات البترولية أكثر بكثير مما هي عليه في محافظات الجنوب الأخرى، إيرادات المحافظة لايعلم ماهي أوعيتها وكم هي مبالغها وإلى أين تذهب ، مستشفيات ومراكز وعيادات صحية وصيدليات تفتقر إلى أدنى مقوماتها اللازمة لممارسة مهنيتها الإنسانية بشكل جيد ومحترم ، وهناك الكثير والكثير من الإهمال في مختلف المؤسسات الحكومية ، وهناك أيضا الكثير والكثير من الخدمات التي تحتاجها مدينة الضالع لكي تبدو بشكلها الذي يجب أن تكون عليه كعاصمة محافظة.
من المسؤول عن هذا الوضع الكارثي الذي تعيشه محافظة الضالع ؟
هناك جهتان في محافظة الضالع هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن ما تعيشه عاصمة المحافظة والمحافظة ككل من وضع معيشي وخدمي فاق في معاناته المحافظات الجنوبية الأخرى ، جهة السلطات المحلية في المحافظة ، وجهة المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة ، فعلى الرغم من صغر مساحة عاصمة المحافظة وتقارب شوارعها إلا أنه ومنذو تحرير المحافظة من ميليشيات عفاش والحوثيين في العام 2015 م لم يرى فيها مشروعا واحدا يحتذى به يزين وجه عاصمة المحافظة ، يلفت أنتباه الزائرين للمحافظة والمسافرين المارين منها ، وحتى يلفت نظر مواطني المحافظة أنفسهم أن في المحافظة منظر يتشوق النظر إليه .
وللحقيقة نقولها أن هناك لامبالاة في المتابعة والمراقبة والأشراف والمعاقبة بل تكاد تكون معدومة بالكلية من قبل مسؤولي المحافظة كمحافظ المحافظة ورئيس المجلس الانتقالي على مدراء عموم المديريات وعلى مدراء مكاتب الوزارات وأثناء تنفيذ بعض المشاريع التي تأتي للمحافظة بشكل منح لابأس بها من قبل بعض المنظمات الدولية والعربية والتخطيط لها من خلال وضعها في المكان الصحيح والمناسب ، حيث يترك وضع تلك المشاريع في أماكن غير صحيحة ولا تستحقها لاتفي بالفائدة والغرض الحقيقي المطلوب منها ، ويكون تنفيذها عشوائيا وبمبالغ أقل من مبلغ المنحة الحقيقي الذي وبفساد مستشري يتم استقطاع أجزاء كبيرة منه ، فيكون من الناحية العملية يعتبر مشروع فاشل لفقده الكثير من المواصفات الجيدة لدوام المشروع ، أما من الناحية الإعلامية يخرج ذلك المشروع على أنه من أنجح المشاريع ، نفاق إعلامي .
على سبيل المثال مشاريع الصرف الصحي لعاصمة محافظة الضالع تحصلت ولسنوات مضت على عدة منح مالية من أجل حل مشاكلها جذريا ، لكن وبسبب فساد السلطة والقائمين على تنفيذ هذه المشاريع فشلت سلطة المحافظة في حل مشاكل الصرف الصحي جذريا ، وكل ما في الأمر ترقيع في ترقيع فقط .
وكذلك مشاريع سفلتة شوارع عاصمة المحافظة الداخلية ، نجد أن سلطة المحافظة قد غرقت في دوامة تكرار سفلتتها كل عام وإهدار الكثير من الأموال العامة في ذات المشروع نفسه وذلك أيضا بسبب فساد سلطة المحافظة التي ونتيجة لاستقطاعهم الكثير من مبالغ أموال تلك المشاريع ونهبها لذواتهم الشخصية يكون تنفيذ المشروع بما تبقى من المال بمواصفات رديئة جدا ، وماهي إلا شهرين إلا ونرى مشروع الطريق الذي تم ترميمة يتعطل بحفريات جديدة ومن ثم يرى أنه يحتاج إلى ترميم من جديد وهكذا .
أن محافظة الضالع تعاني من محافظ دائم الغياب عنها تاركا مدراء مكاتب الوزارات ومدراء عموم المديريات يلهون في مسؤولياتهم دون حسيب ولا رقيب ، بل أن المحافظ علي مقبل وحتى يسيطر على منح المنظمات الدولية والعربية اصطنع منصب وكيل المحافظة لشؤون المنظمات الدولية وتعيين ابن أخته فيه ، بينما عمل المنظمات الدولية هي من صميم مسؤوليات مكتب التخطيط والتعاون الدولي في المحافظة .
تحمل انتقالي المحافظة لجزء من المسؤولية .
المجلس الانتقالي الجنوبي يتحمل جزء من المسؤولية فيما صارت إلية المحافظة وعاصمة المحافظة من وضع مزري في كافة مجالات الحياة ، وذلك لكون الانتقالي بشارك السلطة المحلية في جميع اجتماعات هيئتها التنفيذية ، فكان واجب على الانتقالي أن يلزم المحافظ في أداء كافة مسؤولياته كمحافظ على أكمل وجه ، وأيضا كون أكثر مدراء عموم المديريات في المحافظة ومدراء بعض مكاتب الوزارات هم أعضاء قياديين في الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة ، وفي حال أن المحافظ استمر في تهربه الدائم عن مسؤولياته كمحافظ واجب على المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة أن يتعامل مع مدراء المكاتب ومدراء عموم المديريات بصفة سلطوية مباشرة إلى جانب تعامله معهم كصفة تنظيمية كونهم أكثر طواعية لأوامر الانتقالي ويأتمرون بأمرته .
عادل العبيدي