الرئيس الأسبق علي ناصر لا زال مسكونا بالألقاب والزعامة !!

2022-05-21 19:06

 

انا من عادتي عندما أكتب لا أشخصن مقالاتي ولا أحمل ضغينة ولا عداوة شخصية لأحد ولا اتتبع سقطات الآخرين وعثراتهم في الحكم الذي لا يخلو من انتكاسات قد تقود صاحبها الى الهلاك !!

وبعد تواصل مع نخبة من الشباب الجنوبي المثقف حول ما ورد في مقابلة " الرئيس الأسبق " علي ناصر محمد من حوار في الموقع بوست" أقول: عندما نقرأ مذكرات بعض الرؤساء العرب خاصة من سلم منهم من حبل المشنقة أو الموت رميا بالرصاص أو تسببوا في دفن أتباعهم أحياء في حاويات كما فعل الرفاق ببعضهم البعض في أحداث يناير 1986م في عدن!!

وشواهد التاريخ تذكر رؤساء أجرموا في شعوبهم ثم فروا بجلودهم عندما اشتعلت الحرائق وهربوا خارج أوطانهم و يا روح ما بعدك روح برا وبحرا وجوا وحملوا معهم ما خف وزنه وغلاء ثمنه .

اما البعض منهم لم تسلم رقابهم وأجسادهم بل ثقبت بالرصاص كالمنخل دون محاكمات كما هو شأن العرب عندما يتصارعون على السلطة وأنت محظوظ يا علي ناصر عندما نجوت بجلدك والمفترض أن تعتزل السياسة منذ لحظة خروجك من عدن بعد أن فجرت احداث 13 يناير ضد رفاقك وتسببت الطغمة والزمرة في قتل أكثر من عشرة آلاف قتيل من كوادر الجنوب !!

 

كثيرة هي مبادراتك يا سيادة الرئيس الأسبق منذ خروجك من عدن وكلها أفكار حالمة ومثالية ولا تكن متفائلا وتسابق احلامك وتتجاهل الواقع الذي يعيشه اليمن تحت النفوذ الإيراني وأداته الحوثي الذي لن يقوم بتسليم سلاحه ويسمح بدخولكم صنعاء سلما بسلام وبمبادرة حالمة تتنافى مع واقع اليمن الذي يحتكم الى السلاح والقوة طوال تاريخه!

 

كان الأجدر بك يا سيادة الرئيس الأسبق أن تعتزل السياسة بعد تلك الاحداث الدامية أنت ورفاقك وخصومكم في الجهة المقابلة وتبحثوا لكم عن جزيرة معزولة تطبقوا فيها الاشتراكية العلمية المهووسين بها.. أو تعيشوا كما بعض القبائل الهمجية التي تعيش في غابات البرازيل أو مجاهل أفريقيا،

وهنا نسأل: اما كان الاجدر بك أن تعتزل السياسة وتكتب مذكراتك في الحكم وتعيش حياتك معززا مكرما وتتنقل بين دمشق وأبوظبي بعد مذبحة 13 يناير؟؟

كان من المفترض أن تكتب للأجيال الجنوبية عن تجربتك في الحكم بكل شفافية ومصداقية وقد كتبت ولكنك لم تظهر من الجمل إلا آذانه وقد قلت لي في دمشق أنك تعتزم الكتابة عن تجربتك في الحكم ولكن رفاقك اعترضوا على ذلك!!

وانا معهم في ذلك لأن الحقيقة موجعة والسؤال المطروح عليك اليوم هو: أما كان الأجدر والأصلح لك أن تعتزل السياسة؟؟

اليس ذلك خيرا لك من استجرار الماضي الأسود واللهاث خلف اكذوبة الوحدة اليمنية التي تريد سوقنا لها في مقابل ان تصبح رئيسا لليمن من جديد؟؟

 

أنا هنا لا أحاكمك ولا أهاجمك ولكنني أنصحك أن تعتزل السياسة وتكسب احترام وود الجميع وتذكر أن شعب الجنوب شعب طيب متسامح لا ينكأ الجراحات والآلام ونصيحتي لك أن تتوب الى الله وتختم حياتك بعمل صالح وتعتزل السياسة !!

د . علوي عمر بن فريد