تقليص نفوذ الجنوبيين في الشرعية

2022-04-14 05:18

 

منذ عامين تقريبا جرى تقليص نفوذ جنوبيي الشرعية في السلطة بشكل تدريجي حتى وصلت الامور الي ترك الرئيس هادي وحيدا من رجاله الذين يثق بهم في المناصب القيادية الكبيرة،

عندها اصبحت مسألة الضغط عليه للتنازل عن صلاحياته الرئاسية بإرادة اقليمية عبارة عن تحصيل حاصل وتم هذا نهاية الأسبوع الماضي.

1) في البدء تم إزاحة رئيس أركان الجيش المحسوب على هادي بحجة اخفاقات الجوف ومأرب بالرغم ان ما حصل من انسحاب لايمكن أن يتحملها رئيس الأركان لوحده.

2) ثم تم إزاحة رئيس الحكومة بن دغر وبعدها إزاحة نائب رئيس الحكومة الميسري وبهكذا اصبح ثقل جنوبيي الشرعية في الحكومة غير ذات التأثير السابق.

3) بعدها تم سحب حق الاحتكار لتوريد المشتقات النفطية من يد العيسى والذي يمثل ذراع اقتصادي وتمويلي مهم لفريق هادي

4) واخيرا تغيير رئيس البنك المركزي بديلا عن الفضلي برجل ليس من رجال هادي.

5) هكذا بالتدريج تم حصر نفوذ جنوبيي الشرعية في السلطة وبشكل متوازي جرى تقليص نفوذ وتحالفات حزب الإصلاح مع فريق هادي بالجنوب وكان آخرها تغيير قيادة محافظة شبوة .

6) اليوم غادر هادي مركز القرار السيادي للدوله وفقد رجاله هذه الميزة السياسية الكبيرة في اي معادله قادمة،

وبمغادرة هادي رأس السلطة فقد اكبر حلفائه السياسيين (حزب الإصلاح) ذلك النفوذ الحصري الذي كان بيدهم في مؤسسة الرئاسة وذلك بمغادرة هادي ومحسن في وقت واحد

وتحويل الرئاسة الي قيادة جماعية غالبية اصواتها تتبع المؤتمر الشعبي ( بثلاثة اعضاء من اصل ثمانية، وأربعة أصوات من اصل تسعة عند التصويت واحتساب الصوت المرجح للرئيس).

7) هذا هو الواقع اليوم وبشكل قانوني وتنفيذي وملزم للجميع، فمن يتحكم بالقرار السيادي هو مجلس رئاسي فيه اربعه أصوات للمؤتمر وصوتين فقط للإصلاح وصوت واحد للانتقالي، وصوت واحد للسلفيين وصوت واحد برجماتي قد يشرق او يغرب حسب حساباته الخاصة (البحسني).

اي قضية سياسية مذكورة في البيان الختامي لمشاورات الرياض سوف تخضع عند تحويلها الى برامج عمل أو قرارات الي الالية الداخلية لاتخاذ القرار في المجلس الرئاسي.

9) هذا ما نريد التنبيه إليه اكثر من مرة، الي ان الاتفاقات الملزمة والقرارات القانونية هي التي سوف تتحكم في اي مسار سياسي وليس البيانات العامة دون ترجمة لها بقرارات ملزمة.

10) علينا أن نتذكر ان الحب والشعبية الكبيرة لعلي سالم البيض في الشمال بعد الوحدة لم تنفع الجنوب عندما فرط في صياغة قانون الانتخابات في ١٩٩٢ واعطي الشمال اكثر من ٢٤٠ مقعد مقابل ٥٧ مقعد للجنوب وتحول الجنوب الي اقلية في مجلس النواب بعد انتخابات ١٩٩٣.

11) المكاسب القانونية اهم من كسب جولات السجال السياسي هكذا في الهواء وبغير ترسيخها بواقع ملزم على الارض.

12) للتذكير كذلك، في مؤتمر الحوار في صنعاء ارتفع الصوت الجنوبي بقوة وتم إقرار توصيات لصالحه، ومثّل هذا قلقا لبعض مراكز ثقل صنعاء، لكن السياسي المخضرم عبدالكريم الإرياني كان له قول قاتل وقد تم ذلك،

قال لأصحابه: اتركوا الجنوبيين يقولوا ما يشاؤا وما سنعطيهم اياه من مساحة داخل مؤتمر الحوار سوف ناخذه في الدستور الجديد بعد المؤتمر،

وهذا ما تم بالفعل، تم صياغة دستور اليمن الاتحادي بطريقة جعلت الجنوب اقلية في مجلس الاتحاد الذي بيده اهم قرارات الدولة (ميزانية وتعيين مناصب عليا، واعلان السلم والحرب وغيرها).

13) علينا في الجنوب اليوم (انتقالي وفصائل حراك، وجنوبي الشرعية) ان نتعلم الدرس

فالكل الان خارج دائرة التأثير في القرارات السيادية لان الاغلبية بيد الغير.

ولم تعد اليوم اي قضايا سلطة يمكن ان يختلف عليها الجنوبين فيما بينهم.

14) اتفاقية الرياض هي الآن الافضل والاقوي للجنوبيين كاتفاقية ملزمة للشرعية ومفصلة ومعترف بها دوليا،

وهي الباب الذي يمكن ان يجمع كل الجنوبيين في برنامج مرحلي واحد لتنفيذ الاتفاقية وتقسيم المسؤوليات والمزايا فيما بينهم لادارة كل محافظات الجنوب مدنيا وعسكريا وامنيا بدماء جنوبية.. والعمل على جعل هذا بداية تكوين مركز ثقل جنوبي حقيقي يستوعب الجميع وبالتالي يفرض نفسه في اي مشاورات قادمة للحل السياسي النهائي.

 

اعتذر عن الاطالة.

 

#م_مسعود_احمد_زين