في مقال له نشر اليوم 19 يونيو 2013م في صحيفة الرياض صال وجال ودار الأستاذ علي ناجي الرعوي - الرئيس السابق لصحيفة الثورة وأحد أعمدة النظام السابق الإعلامية- في موضوع الوحدة اليمنية والحل الذي يعتقد انه الوحيد المطروح لمشكلة الجمهورية اليمنية وهو الفيدرالية بعدة أقاليم , ذلك الحل الذي رآه هو غير صالحاً للحالة اليمنية جرياً وراء رأي الأستاذ محمد عبدالله الجائفي الذي استقال من المؤتمر الشعبي العام احتجاجاً على ما أسماه التفريط بالوحدة والتأمر على اليمن بعد إكتشافه الخطير أن قيادة المؤتمر قد وصلت إلى قناعة بموضوع الفيدارلية كحل ممكن للقضية الجنوبية !!!! ...
ولم يقل لنا هذا الإعلامي المخضرم ما هو الحل إذن, إلآ أنه يرى أن الحل يأتي ببناء الدولة التي اعتبر غيابها خلال السنوات المنصرمة من عمر الوحدة وراء ما سماه "الاحتقان في المناطق الجنوبية "وتناسى السبب الرئيس وهو حرب 1994م الظالمة وما تلاها ضد الجنوب التي قضت على الوحدة السلمية وحولت الجنوب إلى أرض محتلة وغنيمة حرب
أما الدولة الغائبة فلم نسمع من الأستاذ الرعوي أو غيره من كتاب السلطة السابقة عن غيابها أو حتى الدعوة لإصلاحها - إن كانت موجودة - خلال السنوات الماضية . وهل على الجنوبيين أن ينتظروا على معاناتهم وقهرهم وإقصائهم وتهميشهم عشرين سنة أخرى حتى تبنى الدولة المركزية في صنعاء ؟.
وخلاصة القول ومن باب النصيحة أقول للأستاذ علي الرعوي ولغيره من المثقفين : رفقا بهذا البلد لا تخدعوا النظام الجديد كما خدعتم سلفه بالتنظير لإخفاء الحقائق الساطعة على الأرض فصديقك من صدقك لا من صدّقك .
وأخيراً فإن حل الفيدرالية بعدة أقاليم الذي يكاد أن يكون محل إجماع المشاركين في الحوار الوطني الشامل بما فيهم ممثلي حزب الأستاذ علي ناجي الرعوي , ليس هو الحل الوحيد المطروح للنقاش والذي يمكن أن يحل القضية الجنوبية حلاً جذرياً , بل هناك حل آخر هو الدولة اليمنية الاتحادية بإقليمين جنوبي وشمالي , عدى الحل الأخير الذي هو فك الارتباط المطروح بقوة الشعب الجنوبي على الأرض , إن لم يتم التخلي عن المكابرة وعن ثقافة "الوحدة بالقوة وعودة الفرع إلى الأصل والأغلبية والأقلية " وغيرها ... وما هو متاح اليوم لن يكون كذلك غداً .