قد آن أوان ولادة دولة الجنوب ، وقد اقترب مخاضها ، فنسأل الله عز وجل أن لا يكون إجهاضا ولا بعملية قيصيرية.
فمن أين يأتي الجنوب يا ترى؟!
ومن أين ينبثق فجر دولته المستقلة؟
هل من أروقة السياسة الخارجية والعمل الدبلماسي مع الدول الكبرى ودول الإقليم أم تنبثق من أرض الجنوب نفسها؟!
فلا شك أن القيادة السياسية قد حققت مكاسب دبلوماسية وسياسية على المستوى الدولي ولكن مهما تكن تلك المكاسب فإن الجانب الميداني والعسكري والثبات على الأرض هو الذي سيحسم الأمر وسيرجح كفة الانتصارات السياسية وقيام الدولة بإذن الله.
فالعالم ينظر إلى مكانك من الأرض ومدى ثباتك وقوتك وإلى ما تحت يدك من الأرض التي تطالب بتحريرها وبناء دولتك المستقلة على ترابها .
وهذا الوقت وقت عصيب ، فالمتربصون بالجنوب وبثورته التحررية يدبون من كل جانب ويعملون على كافة الأصعدة .
واليوم نسمع عن حصار التحالف للمقاومة الجنوبية والقوات الجنوبية المسلحة بقطع الرواتب منذ شهور والوصول إلى قطع التغذية على كل الجبهات المختلفة وعلى كل القوات الجنوبية التي قاتلت معه منذ انطلاقة عاصفته والتي تعهد بتسليحها وتغذيتها وبامداها بكافة الأسحلة الثقيلة والخفيفة .
فعلى من يعول التحالف للقيام بهذه المهام قبل أن تكون للجنوب دولته المستقلة؟!
أيعول على عدونا في تغذية وتسليح قوات المقاومة الجنوبية ؟!
هي والله المصالح ولعب السياسة أيها الجنوبيون ، فماذا علينا أن نعمل في مثل هذا الوضع الخطير؟
يجب على كل القيادات الجنوبية العسكرية والسياسية -قيادة الصف الأول والثاني والثالث – أن يعلموا أن الفشل لا أب له وإن النجاح آباؤه كُثُر ،وإن أي هزيمة في هذه اللحظة ستنهار معها كل المكاسب السياسية والعسكرية التي تحققت حتى الآن، فحتى وإن عملت هذه القيادة فإن أي فشل أو إخفاق سيضعها في خانة الاتهام ونحن جميعا معهم ،فلا طريق أمامنا إلا أن ننتصر لقضيتنا، ننتصر لشعبنا ،ننتصر لأجيالنا القادمة، ننتصر لدماء الشهداء والجرحى، فلن يجني ثمار زرع الشهداء إلا شعبنا أو نموت دون ذلك .
نعم إنهم يتربصون بالجنوب من داخله ومن خارجه ، بقواتهم الشمالية وبمليشياتهم الإرهابية ، وبمن يعاونهم من الجنوبيين الذين سوف نبعث لهم رسالة من خلال هذه المقالة.
فلن يبرح هؤلاء الجلاوزة المحتلين عصابات 94م تربصا بالجنوب الذي يُعَدُّ بنظرهم بقرة حلوب منذ ذلك اليوم الأسود ٧/٧/٩٤.
ومع نهاية هذه الحرب التي كُسِروا فيها هاهم يحاولون مجددا ، ويعدون العدة لاجتياح الجنوب مرة أخرى ، وستكون معركة مصيرية مرتقبة ، سينهزمون فيها شر هزيمة بعون الله عز وجل، ثم بإرادة هذا الشعب الجبار الذي سينتقم منهم أشد انتقام جراء ما اغتالوا كوادره وقتلوا شبابه وتربصوا وحاصروا ونهبوا وسلبوا ، وفعلوا به ما فعلوا منذ ما يقارب ثلاثة عقود مضت ،
لقد دمروا خدماته ومعيشته لكي ينكسر ولكن هيهات . سيسوقون أنفسهم إلى الهلاك ولن تموت العرب إلَّا متوافية كما يُقال.
ومع هذا ينبغي العمل ثم العمل والتماسك والصحوة والاستعداد واليقظة ، فإن الانتصار على هؤلاء البغاة ليس بالأمر الهين ، وقد جلبوا
وأعدوا ما استطاعوا لهذه المعركة الفاصلة.
كما ينبغي عليكم أن تعلموا أن الحوثيين والإخوان المسلمين في الشمال وفي الجنوب أفعى واحدة لها رأسان هم الحوثيون والإخوان ومن لف لفهم من الشماليين ومن الجنوبيين فهم على دين واحد وعلى هدف واحد ، فلا يغرنكم ما تسمعوا من خلافاتهم ، فأعينهم جميعا على الجنوب ويعقدون لقاء ذلك المعاهدات والاتفاقيات السرية.
ونحن نؤمن أن قضايا الشعوب لا تموت ولن تموت ولكنَّ أي إجهاض لثورتنا المباركة في هذه اللحظات الحاسمة ستسبب الكثير والكثير من المعاناة لشعبنا الجنوبي ، وسيفعل الغزاة أشد مما فعلوه طيلة الثلاثة القرون التي مضت، سيوطنون ملايين الشماليين في أرض الجنوب حتى نصير أقلية في بلادنا ووطننا، وسيستعبدون ابناءنا على أرضهم ، وسيحاولون قدر المستطاع طمس قضية شعب الجنوب ، وهويته ، فإن مكرهم عظيم.
لتكن الثورة مشتعلة باستمرار في النفوس وفي الميادين ، اياكم والغفلة او التواكل او التشاغل عن قضيتكم الكبرى ولا تخدعنكم اي توافقات وقتية او هدوء نسبي فإن العاصفة من خلف ذلك .
لهذا ندعو المخدوعين من الجنوبيين الذين يتعصبون لشخصيات من مناطقهم.
ونقول لهم إن الولاء للجنوب وليس للمنطقة.
وإن الولاء للجنوب وليس للأحزاب.
وإن الولاء للجنوب وليس للمصلحة الذاتية أو الشخصية .
وإن الولاء للجنوب وليس للخارج والأقليم وليس لكائن من كان، فالولاء لله ثم للوطن ثم لهذا الشعب الصابر الوفي .
فإنما الإنسان موقف ومبدأ.
وإلى كل الذين يعادون الانتقالي أو شخصيات الانتقالي في هذه المرحلة ، نقول لهم إن المعركة مصيرية وإن المقصود ليس الانتقالي بحد ذاته، بل المقصود هو رأس الجنوب، أرضه، وإنسانه
كما كان هدفهم الجنوب وجيشه ومقدراته في ٩٤عندما دخلوه تحت ستار محاربة الحزب الاشتراكي كما زعموا ، وكلنا يعلم ما فعلوا في الجنوب أرضا وإنسانا طيلة الثلاثة العقود المنصرمة.
إننا نسمع هذه الأيام عن حركاتهم وتحركاتهم وعن تربصاتهم ،وعن محاولة استقطابهم للجنوبيين ، افرادا وقيادات وغير ذلك ،
فهم يحاولون استمالة بعض الجنوبيين ، وقد تضعف نفوس البعض ويبيع قضيته ومبدأه.
فقد جاءوا بالمليارات لشراء بعض الشخصيات الجنوبية وكمنوا في الفنادق قوادين .فاحذروا أيها الجنوبيون أن تكونوا من هؤلاء، ضعفاء النفوس ،
ومن أراد أن يتاجر فليتاجر بما يتاجر به الناس ، والسوق أمامه ، أما الأوطان فليست للمتاجرة ، ولا أحد يتاجر بوطنه إلا من كان ديوثا يرضى على عرضه وأهله.
فأساليب العدو كثيرة وخطيرة لاستمالة البعض حتى يضعفوا هذه القضية ويزعزوا الصف الجنوبي الموحد .
انظروا إلى من باعوا في 94 وإلى من كانوا عملاء الاحتلال وإلى من بقي منهم إلى هذه اللحظة ماذا جنوا وماذا استفادوا من تلك الأموال التي جنوها جراء بيعهم الخاسر الغادر الجبان.
فالمبادى لا تُباع والأوطان ليست للمتاجرة، ونعوذ بالله أن نكون من هؤلاء، فالحذر الحذر أيها الجنوبيون من كل المغريات ، فإن حربهم شاملة وعلى كل الجوانب ، وقد أصبح المال في هذه الظروف جندا من جنودهم ، ولكن جنود الله هي الغالبة ولا يعلم بجنوده إلا هو.
شعبنا محاصر في كل شيء من قبل الشرعية ، ومن قِبَل التحالف ، وليس لدينا إلا ما في يد عدونا وما تحت حتى نعيش ، فعلينا السيطرة على أرضنا وقرارنا المسلوب عنوة، وعلينا العمل تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة ابن الجنوب البار عيدروس قاسم الزُبيدي نصره الله.
انهم يراهنون على الوقت وطول زمن ثورتنا التحررية فلنجدد نضالنا كل يوم وهناك طرق وأساليب نضالية جديدة فلكل مرحلة ما يناسبها من الكفاح والنضال .
نظموا انفسكم خدمة للأمن والدفاع ،
تكافلوا وتكاتفوا وشكلوا منظمات مدنية جنوبية ولا تتركوا هذا الأمر حكرا على الإخوان المسلمين الذين افسدوا هذا النشاط في الجنوب واحتكروه وسخروه ضد شعبنا وقضيته.
اهتموا بالتعليم تحرروا من الاحتلال الشمالي اقتصاديا وغذائيا ودوائيا وغيره شجعوا رأس المال الجنوبي أن يدخل هذه المعركة الوطنية بكل قوة وثبات وتضحية وصبر ومنافسة.
حرروا شبابكم ممن يزج بهم ضد مصلحتهم ومصلحة وطنهم وقضيته العادلة . وليكن الجميع عند مستوى التحدي والمواجهة وانتزاع النصر .
(هذا أوان الشد فاشتدي زيم )
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزبمة
فإن فساد الرأي ان تترددا
د عبده يحيى الدباني.