اننا قادمون غدا حضرموت
من الغرب نمضي إلى الشرق
من حضرموت... إلى حضرموت
إلى حضرموت الحياة
من حضرموت النجاة
نفيض بكل اتجاه
يلملمنا ساحل واحد ومياه
نهب غدا حسب موعدنا
لا وعيد يرافقنا لا حديد
حضارم نحن...
وليس الجنوب سوى حضرموت
وما حضرموت بغير الجنوب ؟
وكيف تكون الصدور صدورا
بغير قلوب ؟
وكيف تكون السنابل بغير حبوب ؟
الا اننا قادمون اليك منك
فأنت الطريق وانت السفر
وانت الخصوبة انت الشجر
انت البريقا وانت الشحر
فما من مفر
تركناك في اهلنا ها هنا
وجئنا اليك ..هناك بشوق المطر
فأنت هناك وانت هنا وانت جميع الجهات تحيط بنا كالقدر
تطلين من فوق شمسان
ومن فوق ردفان وجه قمر
هو نفسه يتوهج فوق شبام
وفوق ثمود
ولا غيره من قمر
وفي كل ارض الجنوب
تشعين ملء النهار
وفي الليل تنهمرين نجوما
ولحن سمر
فهل تتعدد شمس النهار ؟
وكم في سماء بلادي قمر ؟!
انت مهب رياح الجنوب اللواقح
وانت انهمار المطر.
فيا ناقة الله
لن يستطيع اليك الشقي
وصولا
ولن يجد المترفون اليك
سبيلا
وان حفروا تحت جنح الظلام اليك دروبا
وان ملأوها ورودا
أو جعلوها اخاديد نار
وان حشدوها وان حشدوها جنودا
فإن رمالك يا بنت عاد ستلقف ما يافكون
وأن رياحك يا ناقة الله سوف تهب عليهم سموما
وسبع ليال جنوبية ...وحسوما
فمن ذا الذي سوف يجعل سدا وردما
بين المراعي وبين المطر
بين العيون وبين البصر
بين الطريق وبين السفر
بين القضاء وبين القدر
ومن ذا الذي سوف يترك ياجوج تمرح في حضرموت وتشعل فيها الخطر ؟
وتمنع منها وفود المطر ؟
وفيها الرجال وفيها الجبال وفيها اشد الزبر
وذو القرن يطلع من بحرها
سندبادا حكيما وابنا ابر
سلاما على حضرموت
سلاما لقابيلها مثل هابيلها
لقد تاب قابيلها
وقد قام هابيلها
وغابا معا في عناق طويل...
وصار الحمام اخا لهما بعد موت الغراب
لقد حزمت أمرها حضرموت وعادت بيوسف معها فلا شق من دبر ثوبه
ولم تلقه في غيابة جب
وما كان ذاك الضياع وذاك الغياب
الا إنها حضرموت
تمير بنبها وتحفظ دوما اخاها
وتزداد كيل بعير
الا إنها حضرموت
وان عصفت سنوات الجفاف
ومهما الحت من بعدها السنوات العجاف
فلابد يوما سيخضر سنبلها
فضعوا حضرموت العليم الامين
على حبكم وعلى حبكم
و(حطوه )تاجا على تاجكم
وكونوا له قوة لا تلين..
حتى يكون القوي الأمين!!
د عبده يحيى الدباني