كم أنتِ مسكينة ايتها الكرفتة فلم يعد يابه بك أحد أو يلبسك أحد ، مرت الشهور والاعوام وأنتِ معلقة كالمشنقة ،يغسلونك ثم يعيدونك إلى مكانك مصلوبة ، صاحبك برفيسور مع وقف التنفيذ إلا من نشاط ذاتي محاصر و مخنوق ومحموم ، فلا مؤتمرات ولا ندوات علمية ولا مناقشات رسائل واطاريح جامعية ولا جلسات رسمية من أي نوع ولا مشاركات في مؤتمرات وندوات خارجية ولا دعوات ..لقد اطبق علينا الحصار تماما داخليا وخارجيا وجامعيا ومعيشيا وخدماتيا فلا فتة ولا كرفتة..
لم يبق إلا باب السماء والهواء مفتوحا إن اعداء الإنسانية واعداء الاوطان يمسخوننا مسخا وينسخوننا نسخا ، انهم يريدون تحويلنا إلى اشباه ناس مع انهم هم أنفسهم واسيادهم انصاف ناس كما وصفهم البردوني حين قال :
ادهى من الجهل علم يطمئن إلى
انصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا هم البشر الارقى وما اكلوا
شيئا كما اكلوا الإنسان او شربوا
فلا طلابنا طلاب ولا معلمونا معلمون ولا جامعاتنا جامعات ولا دكاترتنا دكاترة ولا موظفونا موظفون ولا سياسيونا سياسيون ولا معسكراتنا معسكرات ولا.. ولا.. ولا ... مثل بلدان الله .
كنا أفضل الناس ثم صرنا مثل الناس ثم تدحرجنا نحو الأسفل لتكون اوضاعنا أسوأ حياة يعيشها اناس ، كان قد بقي لنا تدريس الطلاب البائسين في اوضاع اشد بؤسا ولكننا دخلنا في اضراب مفتوح في زمن مغلق.. اضراب لم يابه له احد ولم يهز شعرة من ضمير احد حتى صرنا نحن المضربين المضروبين .
مسخت الرجال وتحركت النساء والعمل يجري على مسخهن ونسخهن ايضا ..
سلاما عليكِ ايتها الكرفته المشنوقة المصلوبة ، لقد بت ايقونة لهضم الكوادر والكفاءات واقصائهم واغترابهم وقد لبسك من هو ليس لك باهل ولا يعرف كيف يلبسك! !
امسيت رمزا لما يجري في هذه البلاد التي كانت ذات يوم عظيمة برجالها ونسائها وحتى باطفالها .
سلااام
لم يعد لنا إلا أن نردد مع الشاعر البردوني حين خاطب ابا تمام رمز القوة والالهام والمجد العربي والاسلامي العظيم:
يكفيك أن عدانا اهدروا دمنا
ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا
يوما ستحبل من ارعادنا السحب
الا ترى يا ابا تمام بارقنا
إن السماء ترجى حين تحتجب
د عبده يحيى الدباني