بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلاميون بتركيا وعلاقتهم بالثورات العربية والقضية الجنوبية
=================================
المقدمة :--
========
قبل فترة كنت مع أحد الكوادر المتقدمة للإخوان المسلمين بحضرموت نناقش مواضيع مستقبل الثورة الجنوبية السلمية فإذا به يقول((كل شيء أنتهي الخلافة الإسلامية قادمة فاعتبرتها في ذلك الوقت نكتة لتغيير الموضوع))وبعد فترة كررها وقال إن الخليفة أردوقان قادم ليحكم العالم، حينها تأكد لي جدية الموضوع وكان ردي له((نحن الشوافع بحضرموت وفي تريم عاصمة الثقافة الإسلامية نعتبر خلافة الأعجمي على العربي لا تجوز فقد أجازها فقط من بين أئمة المسلمين قاطبة أبو حنيفة النعمان واتخذوه العثمانيون كمذهب ومصدرا للتشريع وهو ذو أصول أعجمية)).
كيف سوق العثمانيون الجدد سياستهم للعرب :-
==============================
توالت الثورات العربية لدولنا السنية ولتركيا دور في استقطاب التعاطف العربي في البداية لمواقفها المتخذة تجاه القضية الفلسطينية تمهيدا لاستلام ملفات قضايا الثورات العربية ملفا بعد ملف ومنها ملف الجزيرة العربية والملف اليمني وضمنه الملف الجنوبي وسيتبعه ملف العربية السعودية .
وفيما يلي سنوجز بعض ما يهمنا كجنوبيين من ذلك بمنطقتنا الإقليمية:-
أ-كان الحضور الأخواني في الباخرة التركية التي أبحرت من اسطنبول لتخترق الحصار المفروض على غزة فقد كان بها أدوية ومواد ضرورية محدودة الكميات(وغزة يحكمها تيار الأخوان المسلمين)وقد تعاملت إسرائيل مع الباخرة مرمرة بقسوة وقتلت العديد من ركابها المتضامنون ومنهم أتراكا وآخرين وكان شعبنا الفلسطيني بغزة يعيش كالفئران يأكلون عبر الجحور والأنفاق وهذا موقف مخزي لكل شعوبنا العربية والإسلامية وكان بالباخرة حضور أخواني وفيها الشيخ الحزمي البرلماني اليمني، ولليوم لم نرى من تركيا أي رد فعل على قتل وذبح وجرح مواطنيها الأتراك وآخرين داخل باخرتهم التركية بل أخيرا سويت بطريقة دونية.
ب-لقد رأى الجميع(تمثيلية)تلك المناظرة التلفزيونية التي كان بطلها السيد اردوقان خليفة الباب العالي للإخوان مع صديقه بيريز وفي البرنامج كان التحيز باديا مما أثار حنق خليفة أخواننا المسلمين فغادر حانقا كونه لم يعطى له الوقت الكافي مثله مثل زميله الإسرائيلي بيريز التي تربط حكومته بدولته علاقات متميزة ومتطورة .
ج- كان موقف الأتراك من الحرب الكونية مع العراق متوازنا وتوالت الصغائر لتخلق جوا من التعاطف مضافا له الهيلولة الأخوانية لتعظيم المواقف لتركيا الخلافة الثانية والتي حتما تفرق كثير عن حكم الخلافة الأولى حيث كانت مواقف آخر خلفاء بني عثمان عبدالحميد(الرجل المريض)تصدر قرارات قوية ومنها رفضه بيع فلسطين وشتان بين خلافة الماضي والحاضر الأخواني .
ما بين خلافة بني عثمان وخلافة الأخوان التركية :-
===========================
1-هناك عداء تاريخي قومي لرجال الفكر العروبي والمثقفين الأتراك لازال لليوم، ويتجلى ذلك في حواراتنا معهم فقد زرنا تركيا مرات وكان الأتراك القوميون يمنعون اللبس العربي والحرف العربي والآذان، ومصادر التاريخ التركية تقول لازال العديد من المفكرين الترك يتذكرون حجم ما قدموه من خسائر أبان المد القومي العربي والثورات العربية في مناطق الشام ويعتبرون الفكر القومي العربي هو العدو اللدود ومن ساهم بشكل مباشر في تقويض أركان الخلافة العثمانية من خلال الثورات العربية وكانت الضربة القاصمة وجهت من الحجاز حين أعلن الشريف حسين الجهاد على الأتراك العثمانيين وهي شرارة الثورة العربية الكبرى لإقامة الدولة العربية الكبرى ومركزها الحجاز مضافا لها تعرض الجيش الإنكشاري لهزائم منكرة باليمن تجلت بالحملة الأولى والثانية .
2-أن الأتراك العثمانيون اليوم يتعاملون مع الماضي مستلهمين العبر عبر الموروث الذي غرس بعقليات النخبة التركية ومنها القوميون الأتراك التي تحمل الشعب العربي مسئولية دمار إمبراطوريتهم التركية فنجدهم مع القوميين العرب يتعاملون معهم على النمط السوري والليبي المدمر أما مصر كبرى دول العرب فإنه يمهد لها لدخول باب الفوضاء المبرمجة منطلقين من نقطة البداية سيناء التي لا نهاية منظورة لبلدان(الفوضاء المبرمجة).
3-أن الحالة اليمنية مخطط لها على النمط السوري وبحكم الحساسية للتواجد والثقل السعودي باليمن تاريخيا وامتداد الحرب الحوثية لجنوب المملكة السعودية سابقا كان التعامل التركي ينطلق مع اليمن بمنطق الحذر لموقعها وهي التي لم يستتب للترك حكمها تاريخيا لذا نجزم بأن الملف اليمني الذي بيد الخليفة التركي وبشكل ثانوي مع السعوديين والخليجيين الممولين سيظل مصدرا للتجاذب لإقرار مبدأ التوازن لبرمجة الفوضاء وسيفقدون التوازن قريبا وستولع نيران الحرب على النمط السوري والفوضاء العراقية وهو طراز جديد مستقبلا.
4- لا محالة ستبدأ قريبا المرحلة الأردنية والسعودية(بلد الشريف حسين سابقا العدو اللدود)مهد الثورة العربية الكبرى والتي يحمله العثمانيون الجدد والتاريخيون كسبب مباشر في دمار إمبراطوريتهم فالقوميون الترك الذين اتخذوا من الإسلام السياسي مسارا لهم ونصبوا من قبل حزب الأخوان العالمي كخلفاء عليهم وعبر البوابة الأوروبية سيدخلون السعودية أي عبر إبراهيم محمد علي باشا(أردوقان)بلون جديد فهي المركز الإسلامي، وخضوعها للإخوان مسألة حيوية لتعمها الفوضاء المبرمجة وقد بدأ المستشارون الأمريكان بالمجاهرة بأن الثورة قادمة والتغيير آت .
5-نقول لأشقائنا السعوديين أنظروا حواليكم بالجوار فستجدون الجنوب الحضرمي قريبا وسيكون سندا وعمقا أستراتيجي لكم ونعلم أن هذا لن يطول لذا نقول لأشقائنا أن بادروا بالعمل تجاه أخوانكم بالجنوب فاليوم ليس غدا وما تستطيعون عمله اليوم لن تقدروا عليه غدا فالعلاقات الاقتصادية وصلت لحد التشابك الاجتماعي بينكم وشعب الجنوب لذا فبواباتنا مفتوحة ولن تغلق عليكم أبدا فنحن لسنا يمنيين ولا حساسية أو ضغينة لنا تجاهكم.
6-لقد ساء فهم العثمانيون الجدد للتاريخ في جنوب الجزيرة ونسوا أنهم حين كانوا يعيشون الحرب مع اليمن كان الجنوب الحضرمي يحفظ مصالحهم كمصلحة إسلامية عليا وكانت المثالية العربية تتجسد في شخص موحد الجنوب الحضرمي القائد التاريخي بدر بوطويرق حين ضمن الإشراف لهم وعدم الاختراق لبوابة الجنوب وصان البحر العربي من بحر عمان عبر بحر العرب حتى باب المندب .
7-إن شعب الجنوب قرارهم بيدهم تاريخيا وليس في صنعاء ولن يكون، ويعلم من قرأ التاريخ الخاص بالجنوب الحضرمي إن قادة الجنوب تخلقهم ضرورات المرحلة وستبرز للجنوب قادة جدد لم تحسبون لهم الحساب وسينتزع ثوار الجنوب الحضرمي ما لم يخطر ببالكم فمن ساد منهاجه العالم وأنتسب له أكثر من نصف مليار منتمي ومنتسب لن تستطيعوا فك رموز تركيبة ثورته التي سبقت ومهدت لجموع الثورات العربية قاطبة وأنها الثورة العربية المنصورة بالله وبمظلومية شعبها الجنوبي الثائر .
أحمد سالم بلفقيه
تريم / حضرموت
9/6/2013م