بايدن الى اين يمضي؟....

2020-11-18 20:39

 

لا يوجد ما يشغل امريكا من شواغل مثل الشرق الاوسط فامريكا الحاضرة والفاعلة والوسيط والخصم والحكم والمتحكم .

 

وعن ملامح المتغيرات في سياسة امريكا الخارجية بعد فوز- بايدن -علما ان السياسة الخارجية لا تهم ابدا الناخب الامريكي . وعن ملامح هذه السياسة او توقعاتنا لها، فما يهم الناخب الأمريكي هي همومه اليومية.

ضمانه  الصحي الضرائب وكذلك ضمان الاعانات عند البطالة وقبل هذا توفر فرص العمل والحد من قسوة رجال الشرطة  مع المواطنين والحد من حمل السلاح وبيعه.السياسة الخارجية لا تعني الناخب وليست هي مبلغ علمه .

 

لا تهم الناخب اذا صنفت الدول بالإرهابية او خففت امريكا الحصار على بعض الدول. ولا يهم المواطن بناء سور المكسيك وإفغانستان والعراق. يهمه بطنه وصحته وعمله وسيارته وثمن الجعة.

 

لكن رغم هذا الوضع الغريب للناخب الامريكي، فان امريكا لديها خبرات في ادارة الازمات والتوسطات وتكاد تكون وزارة الخارجية والدفاع مشغولة حتى شوشتها بالشرق الاوسط .

 

لماذا الشرق الاوسط؟ لان -الفيد -هناك ، من نفوذ متعاظم الى بيع السلاح الى شركات النفط الى الاسواق التي تعتبر مهمة للمنتجات الامريكية وان كانت محدودة .

 

ما هو توقعي لملامح السياسة - البودونية- في الشرق الاوسط؟

عن التطبيع العربي الإسرائيلي  فسوف يستمر وسترعاه امريكا دون تردد. وعن تسوية الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين فليس هناك ما يدفع بفرض حل الدولتين ، رغم عودة المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين .

 

وعن علاقات امريكا مع ايران فربما خففت امريكا من قسوة حصارها لايران ، والسبب ان ايران قد التفت وتحايلت على هذا الحصار ، ووقعت اتفاقية اقتصادية  فلكية الارقام وغير مسبوقة بما قيمته ثلاثة الف مليار دولار  مع الصين .

 

هذه الاتفاقية مكنت ايران من ان تبيع يوميا ٧٠٠ الف برميل نفط وكسبت ايران دعم تقني متعاظم مع الصين . ولان الصين هي اليوم الاغنى والاقوى في العالم بدون منازع فسوف تدافع عن -قِراها  بحد سيفها !

 

اذن سواءً استمر الحصار او رفع فايران قد تعاملت معه بكل  ذكاء وحنكة ومرت ايام قاسية عليها اكسبتها تماسكها وصلابتها

ووحدتها الداخلية.

 

وعن جيران امريكا فتوقعي انه سوف تحسن ادارة -بايدن -من علاقتها بجيرانها ، وهم كندا والمكسيك وربما سيزور بايدن المكسيك التي عانت من سياسة ترامب وذاقت الأمرين ويعلن من هناك دفن فكرة السور للحد من الهجرة الغير شرعية ، علما ان ثلث مساحة الولايات المتحدة هي ارض مكسيكية  تم ضمها بالقوة !

 

وعن اوربا ! فهذه الكتلة العظيمة من الدول المتقدمة فقد اصبحت خارج السرب او بالاصح غير مذعنة لامريكا، فكتلتها السكانية تناهز ضعف سكان الولايات المتحدة وصناعاتها تبز امريكا في حقول كثيرة كما ان موضوع الدفاع عن اوربا اصبح لا يشكل تلك الاهمية او القلق  .

 

ماذا عن  امريكا والصين ؟ الصين لم تعد اليوم سهلة بل - دونها خرط القتاد- هذه الدولة وبعد ان تعبت من رعونة امريكا،  توجهت الى تشكيل كتلتها الاقتصادية -الهايبر-بكثافة سكانية تشكل ثلث سكان الكرة الارضية .

 

ضمت اتفاقية التجارة الحرة الاسيوية ١٤ دولة بقيادة -ضع خط تحت قيادة -  بقيادة الصين فلم تعد  الصين مهتمه بمن يضايقها او يفتح لها اسواق بضائعها .

 

في ظل هذه المتغيرات هناك متغير خطير واقتصادي قد لا نتنبه له ! وهو ان اوربا والصين في طريقهم الى تعميم الوقود المثالي لتسيير القطارات والحافلات والسيارات بل وانتاج الكهرباء . هذه الطاقة ستكون بعد سنوات هي المهيمنة ، وهي طاقة غاز الهايدرجين النقية والوافرة والذي تشكل ٧٠ من  حجم الارض .

 

بدات شركة -تويوتا -تنتج بكميات تجارية هذه السيارات  وتعمل - بخلايا الوقود- اي الهايدروجين ورغم سعرها العالي ١٨٠ الف درهم الا انها سوف تكون في متناول الناس العاديين بعد سنوات .

 

اذن الوقود الاحفوري سيبقى ولكن سوف تنحسر سطوته واسواقه . على انه سوف يتحول الى مادة صناعية كيماوية بدلا من حرقه كوقود.

 

اذن امريكا ستواجه مشكلات انحسار الطلب على النفط وكذلك ربما انخفاض مبيعات السلاح بسبب الانكماشات الاقتصادية للدول التي ادمنت شراء الاسلحة . كيف تعاني امريكا من انحسار بيع النفط؟ السبب ان امريكا هي امبراطورية النفط !

 

هل ستتوقف الحرب في اليمن ؟ اتوقع ان العام القادم سوف يكون عام السلام في اليمن . واتوقع انسحاب القوات الامريكية من افغانستان والعراق . على انه من المهم ان اذكر ان امريكا لديها أكثر من ٧٠٠ قاعدة عسكرية حول العالم .

 

فاروق المفلحي