في عهد حكم المقبور علي عبدالله صالح كانت القبائل في شمال اليمن الشمالي ولا سيما قبيلتي حاشد وبكيل وشيخوهما يتم الترويج لهما بأنهما صاحبتا الفعل الذي لا يمكن مجابهته من قبل أي قبيلة اخرى وحتى من قبل الدولة وجيشها الذي يبلغ تعداده مئات الآلاف ويتسلح بأحدث الاسلحة.
فكان المرء بين وقت وأخر يجد الطرق تقطع ( تحت مسمى القطاع) بين محافظة وأخرى ومديرية وأخرى بحجة أنه يوجد قتال أو خلاف على مصالح بين قبيلة وأخرى أو ثأر بين قبيلتين له عدة سنوات سقط على إثره عدد من القتلى أو خلاف مع الدولة بشأن مطلب ما منها.. فتجد الدولة تخضع لتلك المطالب عن طريق وساطة شيوخ القبائل وتدفع لها الأموال.
أما شيوخ القبائل وابنائهم فقد كانوا يتصرفون على اعتبارهم فوق القانون ويدخلون المدن ومرافق الدولة بسياراتهم الفارهة مدججين بالاسلحة ويدوسون على جثث المواطنين الابرياء ولا يجرؤ جنود وضباط الامن والجيش أعتراضهم لأنهم سيهانون ويضربون حتى ولو كان منصب احدهم وزير.. وكلنا نتذكر كيف قام الشيخ ناجي الشايف باهانة وضرب الدكتور حسن محمد مكي نائب رئيس مجلس الوزراء بالرصاص أمام المقبور علي عبدالله صالح لكونه اعترض على شن الحرب على الجنوب عام 1994م لأن مكي مهما علو منصبه فهو في نهاية المطاف من الحديدة.
هذه الاسطورة الزائفة عن عظمة قبيلتي حاشد وبكيل صنعها المقبور علي عبدالله صالح لخدمة مصالحه القذرة لضمان بقائه في الحكم.. وهذا ما تبين اليوم في وضعهما منذ تولي الحوثيين للحكم في مطلع عام 2015م فلم نجد أية قبيلة أو منطقة تقوم بقطع الطريق أو تقوم بالحرب بحجة الثأر أو فرض مطالبها على الدولة.
أما المشائخ فهم مستكينين في منازلهم كما تستكين النعاج من المطر في الكهوف.. أصبح الشيخ يتوسل اليك أن لا تناديه بلقب الشيخ فقد أصبحت هذه الكلمة اهانة لحاملها.. وهذه حسنة من حسنات الحوثيين ولا ينكرها إلا جاحد.
عجب يا زمن مشايخ وقبائل ينطبق عليهما المثل الشعبي القائل ( الصيت مرفع والخُبر مدرة).
المواطن/ محمد عباس ناجي الضالعي.