ما من شك ان أكثر القيادات الجنوبية تناضل من اجل استقلال الجنوب ولكل قيادي او شخصية سياسية نظرة وطريقة يتبعها في عمله السياسي وحتى ان كانت تلك الطريقة خاطئة او لا يمكن لها ان تؤدي نتيجة اوالى ما يطمح اليه ذلك القيادي من حيث لا يدري وهنا يقع الخلاف ويقع ذلك القيادي في موقف بالتأكيد لا يحسد عليه خصوصا والوطن يمر بظروف صعبة واوضاع اصعب والشعب الجنوبي يعاني من الويلات المُزمنة! وكما قلنا بان الكثير من القيادات الجنوبية يدركوا ان لا عزة ولا كرامة الا باستعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن ولكنهم ينتهجون في عملهم السياسي طرق غير سوية ولا يمكن لها ان تحقق هدف عظيم مثل (الاستقلال الوطني ان لم تكن هناك جهود واعمال سياسية موحدة يجمع عليها الشعب الجنوبي !
واكبر دليل على ذلك هو فشل ما يسمى بالحوار الوطني في مهده وهذا يجعل الكثير من ابناء الجنوب في حيرة من امر الكثير من اخواننا الجنوبيين المشارين في ذلك الحوار الاعمى الذي لم يكن فيه أي وضوح ولو بأبسط المعايير تجاه قضيتنا الوطنية الجنوبية والتي لا يمكن لأي مؤتمر ان يحقق ادنى نجاح ما لم يكن الحوار نديا وواضحا (جنوبي وشمالي) ولا يمكن لأي قيادي او قيادات جنوبية ان تحقق هدفا وفقا لرؤيتها او نهجها السياسي الشخصي الذي تنتهجه ويستحيل عليها ان تكون في طريق واحد يسير فيه الشعب الجنوبي الا وهو طريق استعادة دولة الجنوب!
ان الايام القادمة ستكشف كثيرا من الامور المتعلقة بمسار الحوار الوطني الذي ولد ميتا والجميع من ابنا الجنوب سوأ كانوا عسكريين او مدنيين مثقفين او مواطنين بسطاء يعلموا علم اليقين من ان ذلك المؤتمر ليس الا جزء او حلقة معد لها مسبقا من قبل رعاة المؤتمر والذين ستتغير مواقفهم قريبا من ذلك المؤتمر وان كانوا هم من يتبناه وذلك لأسباب عديدة تجعل من المستحيل نجاح ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني!
ومنها كثيرا من العوائق التي ستقف ضد أي مشروع يتبنى سياسة اقامة دولة مدنية يسودها الامن والامان حتى وان اجمع اهل الجنوب ووافقوا على ذلك المؤتمر !
فهناك قوى لا يمكن لها ان تقبل بالنظام والقانون او بجعل اليمن دولة يسودها الامن والاستقرار وكيف لها ان تقبل وهي يستحيل ان تعيش في وضع دولة يتساوى فيها الجميع وكيف للمشايخ والاعيان وتجار السلاح ومن يسيطروا على معظم الثروات ويتقاسمونها كيف لهم ان يقبلوا التعايش المتساوي او ان يتخلوا عن جيوشهم الخاصة وميليشياتهم التي يراهنون علنا عليها بأنها ستطيح بآيا كان او من يغضبهم بشي وعلى راسهم رئيس الدولة كما فعلوا مع اخيهم الرئيس صالح حين اختلفوا على تقاسم الثروة والجاه ! فما بالك با خونا الرئيس هادي الذي لا يمكن المقارنة بينه وبين الرئيس صالح من حيث القوة والمال والقبيلة وهذه حقيقة يعرفها سيادة الرئيس هادي نفسه!
كما يعرفها اخواننا المشاركون في الحوار وان كان معظمهم يشارك بنوايا طيبة ويحملون في افكارهم مشاريع سياسية لو تم الاستجابة لها فهي بالفعل لن تكون الا لمصلحة الجنوب وقضية ابنائه ... ولكن الواقع شيء والممارسة شيء آخر فيجب على الاخوة الجنوبيين المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني ان يعلنوها صراحة وكما يقول المثل (يا ابيض يا اسود) يجب عليهم ان يلحقوا بالشيخ الصريمة وخاصة من كانوا يقولون عنه بالأمس انه رجل وطني وانه لا يمكن له ان يعمل الا لمصلحة الجنوب ! عليهم ان لا يناقضوا انفسهم وعليهم واجب وطني تجاه قضيتهم والتي لا نشكك في احد منهم ولكن كما قلنا نشكك في فهمه ومفهومة لما يطرح سياسيا من ان لابد من المشاركة ولا يمكن أي حل للقضية الجنوبية الا بالمشاركة في هذا الحوار ! وهذا مفهوم خاطئ ومضر بالقضية الوطنية وان كان بغير قصد ونتمنى من اخواننا المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني ان يقولوا كلمة جريئة ينتظرها شعبهم في الجنوب وهي ( يا حوارا نديا شمالي وجنوبي او فليعد كلن الى وطنه قبل ان يصنف !!!!من قبل الشعب الجنوبي العظيم الثائر المناضل الذي لا يمكن له ان يقبل باقل من استعادة دولته دولة الجنوب والتي تعني العزة والكرامة وتعني دولة النظام والقانون الذي فيه الكل سواسية ووطن مليء بالخيرات التي لا تحصى ولا تعد والتي ينهبها الناهبون الذين جعلوا الجنوب ومدنها جحيما لا يطاق وزرعوا فيها الفتن ليضلوا هم الآمر والناهي والناهب ! فهل من صحوة وهل آن الاوان لوحدة الصف الجنوبي وخصوصا القيادات الجنوبية داخل الوطن وخارجه والتي يراهن اعداء الجنوب على خلافهم من انه كفيل ان يبقي الوضع كما هو وضع لا يراه ابناء الجنوب ولا يصفونه الا (بالاحتلال)!