أعتقد أن أي إنسان يمتلك ذرة من البصيرة والعقلانية سيرى على الواقع بأنها أصبحت اليوم في اليمن دولتان إحداهما عاصمتها عدن والأخرى عاصمتها صنعاء يحمكانهما كيانات سياسيان مستقلان ولهما علمان وجيشان وعملتان ولهما حدودهما يفرضان سيطرتهما عليها ولديهما وسائل اعلامهما الخاصة .. أي عادتا إلى وضعهما السابق الذي كان معترف به عربياً ودولياً قبل عام 1990م وتبقى بعض مناطقهما الصغيرة تحت ما يسمى بالشرعية أو بالأصح تحت جماعة الإخوان المسلمين الارهابية..
ففي الجنوب مازال الإخوان يستولون على بعض اجزاء محافظتي أبين وشبوة وفي اليمن الشمالي يستولون على بعض اجزاء محافظتي مأرب وتعز وحتماً سيخرجون من هذه الأراضي لولا حرص السعودية على الابقاء على شئ اسمه الشرعية كورقة بيدها تعطي صفة قانونية لتدخلها العسكري وهي تدرك جيداً أن عودة ما يسمى بالشرعية إلى عدن أو إلى صنعاء أمر مستحيل.
من يمتلك قليل من العقلانية سيعترف بالواقع الذي هو موجود على الأرض وستكون لديه قناعة راسخة أن عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عام 2015م لم يعد ممكناً ومخالفة ذلك يعني استمرار الحرب المدمرة واستمرار النزيف البشري والمادي للشعبين وتدميراً لما تبقى من مقدراتهما وأن الحل الأمثل والصائب هو الدخول في مفاوضات جدية بين الطرفين لحل بعض القضايا العالقة بينهما بصورة ودية لا غالب ولا مغلوب فيها بما يحفظ للشعبين حسن الجوار الطيب القائم على تبادل المصالح والمنافع وحرية التنقل والعمل للمواطنين.
ونقول لمن كانوا يرفعون شعار الوحدة أو الموت أو الذين مازالوا يزايدون عن طريق التمسك بها أنتم من قتلتم الوحدة ودفنتوها بأيديكم أيها القردة والخنازير.
المواطن/ محمد عباس ناجي الضالعي.