حقيقة يجب أن تقال على رؤوس الملأ رغم مرارتها وقسوتها علينا كجنوبيين ، تغيرنا بفعل فاعل (عفاش) الذي كرس جهده ومكره ودهائه وسلطته وجبروته وحقده لتدمير النسيج الاجتماعي والثقافة والاخلاق والسلوك الحضاري والقيم لدى معظم الجنوبيين .
ولهذا نحتاج مزيدا من الوقت حتى ننضج سياسيا وإداريا وسلوكيا ولا بأس إن أستدعينا جيناتنا الوراثية من أجل العودة لجذورنا الأصيلة ، ولنعترف أن الرئيس الراحل عفاش نجح بتغريبنا وحرفنا .
اليوم لا نستطيع إخفاء نتائج ذلك التدمير الممنهج بعد رحيله وعودة معظم الاراضي الجنوبية إلى الجنوبيين ، إذ أننا نسير اليوم على نهجه الكارثي المدمر الانتهازي ، وكأننا قطيع تمرس على خط سيره براعي أو بدون راعي ، ما حدث لنا جريمة بحق البشرية ، و المؤامرة كانت أكبر من قدراتنا وإمكانياتنا ، واليوم يكمن العيب بعدم جلد الذات وتقويمها وتصحيح مسارها العفاشي المدمر .
أسهل الطرق وأيسرها وأضمنها هي وزارة التربية والتعليم مصنع أجيال المستقبل المشرق للخروج من هذا النفق المظلم ، وعلى هذا الأساس يجب علينا الاهتمام بالمدرسة والمعلم والطالب إذا أردنا وطن العدل والمساواة ويتسع للجميع ، من المدرسة يخرج جيل متسلح ليس بالعلم والأخلاق والقيم ، بل جيل يحمل عقيدة راسخة بالانتماء لهذا الوطن والذود عنه .
ما يحرك الانسان في هذه الدنيا هي المصالح والمبادئ (العقيدة الإسلامية) والعادات والتقاليد الحميدة ، وعلى مدى 30 عام من التجريف والتغريب والتهجير نجح الرئيس الراحل عفاش بجعل المصالح الفردية هي نهج وطريق أغلب فئات الشعب اليمني جنوبا وشمالا ، وبالتالي علينا الانطلاق من المدرسة بتربية الجيل الجديد على عقيدة المبادئ التي ستسير عليها الاجيال القادمة نحو مستقبل مشرق بإذن الله تعالى .
حاليا لن يستقيم الوضع المعوج إلا بسوط قائد جنوبي قوي ووطني ونزيه ، وأرجوا إلا نعول كثيرا على بعض من القادة والرموز مهما كانت مكانتهم وتاريخهم فقد أثرت فيهم مرحلة التغريب والتجريف العفاشية ، حاولوا جاهدين تغييرها ولم يفلحوا لأنها أصبحت سلوك ، غريزة البقاء هي التي أجبرتهم على إستدعاء الماضي خوفا من مجهول الحاضر الذي لا يبشر بخير مطلقا .
بمال الشرعية المسروق من عرق الشعب أسسا الميسري والجبواني مليشيات مناطقية واشتريا السلاح من السوق السوداء لتنفيذ أجندات معادية للسعودية والرئيس هادي قبل الجنوب ، بإسم الشرعية وأموالها المنهوبة أصبح بن معيلي وغيرهم جيش وطني وهم بعيدين عن الوطنية في مأرب والجوف والبيضاء .
لنعترف بأننا نحتاج المزيد ثم المزيد من الوقت حتى نبني جيشا وطنيا على أسس علمية وعملية حديثة ، ونظام إداري ومالي مبني على الكفاءة والمهنية ، لننظم إلى الشرعية مكرهين ومجبرين لان الهدف أسمى والتضحية لابد منها ، ولنستفيد من مالها وجوازها الشرعي لننطلق به إلى عواصم الدنيا للتعريف بالقضية الجنوبية ومظلومية شعبها وحقه بتقرير المصير ، بسلاح الشرعية ومالها وبإتفاق السلم والشراكة مع عفاش وهادي أختصرت مليشيات الحوثي مسافة الالف ميل بخطوة واحدة ، ولم يعد السلاح كما كان الرقم واحد بتغيير المعادلات السياسية على الارض بل العكس ، وأصبح المكر والخديعة والمرونة من أهم أدوات هذا العصر .