ماتت الضمائر وغابت العقول فسالت الدماء.

الجنوبيون يقاتلون بشراسة  في ابين دفاعا عن العرض والأرض وسعيا لتحرير الجنوب واستعادة دولته المستقلة.

والشماليون على مختلف توجهاتهم ومن ربط مصيره بمصيرهم من الجنوبيين جهلا او عمالة

يقاتلون من أجل الدخول إلى عدن واستمرار الوحدة بالقوة .

بينما التحالف ومن خلفه من الدول الكبرى يتفرجون على هذه الحرب ونزيفها، ويضحكون ، وينفثون دخان

سجائرهم ويقولون في قرارة انفسهم اللئيمة:

تقاتلوا بارادتكم كما نشاء نحن ولكننا لن نمكنكم من تحقيق ما تشاؤون.

بصراحة ليس امام الجنوبيين إلا أن يقاتلوا على الرغم  من لؤم قيادة التحالف وحلفائها الدوليين، ولكن عليهم التنبه لبقية الجبهات ومعرفة الأهداف الإقليمية والدولية لهذه الحرب المشبوهة، وأن ينثروا  سهامهم السياسية على الطاولة

ويختاروا  منها أصلبها عودا

وأشدها تأثيرا.

لو كانت القوى الشمالية قوى وطنية حقيقية مستقلة لتركت الجنوب لشعبه ولمن يمثله ولقررت مصير الشمال وتصالحت على الحكم كما فعلت في عام ١٩٦٧م ولكن هذه القوى أنانية من ناحية وتابعة للخارج

من ناحية أخرى.

والله غالب على أمره.

د عبده يحيى الدباني