جملة صغيرة تكرس جوهر العبودية الحديثة التي أصبحت عبودية طوعية يضع فيها الرجل رأسه تحت قدم السيد مقابل القليل من المال والنفوذ والسلطة.
كانت العبودية القديمة افضل حالا لان الرجل الحر كان يفقد حريته رغما عنه بسبب الوقوع في الاسر او الخطف .
لكن في شقرة هناك القوم تذهب الى خيمة السيد لكي تخلع حريتها وتبيع كرامتها مقابل تخزينة او وجبة مندي.
اننا نقف أمام مسخ بشري جديد لا يحمل التاريخ اي تعريف مناسب له حتى الآن.
فهو ابتكار جديد في عالم المشتقات الإنسانية مرتبط بشكل عميق بمفهوم البيعة لدى الإخوان المسملين وهي الصفقة التي يبيع فيها العضو جسده وارادته مقابل أوهام التمكين والمنافع التي تجود بها مؤسساتهم وسلطاتهم وعرض من الدنيا قليل يحصل فيه الأدنى في الرتبة على منحة وشيء من النفوذ من الاعلى في رتبة الهيكل التنظيمي للجماعة وهكذا .
تلك العبودية تتنوع وتتمدد لتاتي في أشكال متعددة وفقا لما تضع عليها عوامل التعرية والتاريخ من تحورات تقود إلى صياغتها في عجينة تتفق مع ظروف اللحظة القائمة بشكلها السياسي أو الاجتماعي وحتى العسكري والأمني .
لذلك جاءت العبودية الجديدة في شكلها الذي يتناسب مع ظروف شقرة فظهرت ممجوجة سمجة فاحت منها نسخة رديئة من عبودية البيعة للمرشد.
لقد قال العبيد الجدد " بالروح بالدم نفديك يا بن معيلي " .
لكنهم في الحقيقة قالوا :
نحن عبيدك نحن جواريك.
نحن حذاء في ظفر معاليك.
#عمار_الفضلي