خطوة قد يعتبرها البعض مغامراتية متسرعة ، وأعتبرها أنا خطوة جهنمية ومدروسة ويتم تطبيقها بإتقان تام حتى اللحظة ، خطوة لو إستمر تتفيذها دون أخطاء أو هفوات ستكون بمثابة أخر مسمار يدق بنعش الشرعية اليمنية المهترئة ، أو القشة التي طالما إنتظرناها طويلا لتقصم ظهر الرئيس المؤقت هادي وحزب الإصلاح المسيطر على القرار الرئاسي .
هناك عدة أسباب ستجعل من خطوة الإدارة الذاتية للجنوب مؤلمة وقاسية وقاصمة للشرعية ، وستعجل من إنهيارها إذا لم يطبق إتفاق الرياض فورا :
إنهيار أسعار النفط عالميا وإنعكاسه الكارثي على المورد المالي الرئيس للشرعية الهادوية ، مرور المملكة العربية السعودية بأزمة مالية خانقة وإعلان حالة التقشف على مستوى المملكة وخارجها ، تمر المملكة بمرحلة لم تشهد لها مثيل منذ تأسيسها سينعكس سلبا على حجم الدعم المالي المقدم من اللجنة السعودية الخاصة للشرعية وجميع رعية اللجنة .
تحويل جميع أو معظم موارد عدن المالية إلى حساب إيراد عام جديد وبعيدا عن سطوة وسيطرة الشرعية الهادوية لدى البنك الأهلي التجاري أو غيره ، يعني فقدان الشرعية لآخر مصدر مالي لها ، وسينعكس ذلك سلبا على كل ما هو مرتبط ماليا بالشرعية محليا وإقليميا ودوليا ، لا ينكر أحد أن جزء كبير من الإيرادات العامة لعدن كان يتم المضاربة بها لشراء عملات أجنبية وتحويلها للخارج بعد وقبل إنهيار أسعار النفط عالميا .
إغلاق بزبوز عدن المالي سيسرع بهزيمة قوات مأرب الإخوانية ومن شايعهم من الجنوبيين بشقرة بعد تجفيف منابعهم المالية التي كانت تصلهم من عدن عبر شركات الصرافة والتحويلات المالية ، جميع المناطق العسكرية للشرعية وتحديدا بالمناطق الشمالية وسيؤن ستعاني كثيرا من ضائقة مالية قد تعجل من إنهيارها التام .
أصبحت مأرب الإخوانية ومنفذ الوديعة العائل الوحيد للشرعية الآن ، هل سيضحي عرادة السلطان بما جناه طيلة الستة الأعوام الماضية أم سيتمرد هذه المرة أيضا .