إلى كلِّ الجنوبيين بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية وقواتهم العسكرية : ايها الجنوبيون اعلموا جيدا أن الخطر على الجنوب بات واضحا للعيان في هذه الأيام،هذا الخطر القادم والداهم هو من قوى الشمال جميعها،تلك القوى التي أوهمتنا بالتقاتل فيما بينها طيلة الخمس السنوات التي مضت، فها هي تتوحد اليوم وترصُّ صفوفها وتتوزع أدوارها ،توحدَّت أمام مصيرها تاركةً كلّ خلافاتها جانباً، توحدَّتْ ضدكم، ضد الجنوب بينما أنتم لا تزالون مختلفين. فهناك سياسيون جنوبيون وهناك قوات عسكرية افرادها وقادتها جنوبيون ما تزال تتبع قوى الشمال وتعادي الجنوب.
أيها الجنوبيون اعلموا جيدا ان كل الشمال ضدكم حتى أولئك الأفراد القِلَّة الذين يتشدقون لكم عبر وسائل الإعلام ويعلنون تأييدهم لمطالبكم المشروعة سيقاتلون آخر المطاف مع إخوانهم الشماليين ضدكم.
وطنكم أولى بالتحرير من أن تقاتلوا
في صعدة او في الحدود السعودية
او في الحديدة.
إلى كلِّ الجنوبيين الأحرار
الجنوب خط أحمر رسمته دماء الشهداء، والدفاع والقتال عنه فرض واجب ،فالأعداء يتربصون بنا من كل جانب،إما الحياة بعز وإما الموت دفاعا عن هذا الوطن ،دفاعا عن الكرامة عن السيادة عن الحق عن الدين عن العرض.
-الرسالة الثانية:إلى كلِّ جنوبيِّي الشرعية:
الغزو الشمالي قادم قادم لا محالة وهو بقيادة الحوثي هذه المرة ،وأنتم مخيرون فاختاروا لأنفسكم أين تقعون .
فإمَّا أن تعودوا إلى رشدكم وتنحازوا إلى شعبكم الجنوبي وتقفوا معه.
وإمَّا أن تكونوا في مقدمة الغزاة وتخسروا في كلا الحالتين ،فإن انتصر الشمال على الجنوب فأنتم خاسرون خاسرون،وستذوقون على يَدَي من أعنتموه على أهلكم وإخوانكم الجنوبيين ضعف ما سيذوقه الجنوبيون غيركم .
وسوف يكون ابناؤكم عبيدا عند هؤلاء الطغاة.
وإن انتصر الجنوب بعون الله،فلا شك أنكم ستندمون، مع أنَّ الجنوب سيكون لجميع أبنائه ولكنَّ التاريخ لا يرحم. فكيف ستواجهون شعبكم
وتاريخكم؟
ماذا تريدون؟ وماهو هدفكم؟
أتريدون الجنوب لكم؟لا بأس في ذلك،هاهو الجنوب يناديكم وعلى موعد لتكالب أعدائه عليه ،ولشنِّهم حربٍا شعواء لاجتياحهِ للمرة الثالثة ،فتعالوا شاركوا في الدفاع عنه ،وقفوا مع إخوانكم الجنوبيين وممثلهم الشرعي وحامل رايتهم "المجلس الانتقالي الجنوبي"المؤقت الذي يسعى إلى التحرير والاستقلال
وبعد ذلك سيكون ألف خير، ولن نختلف،سنأكل من فوق رؤوسنا،فالذي يريد منصبا سيجد منصبا والذي يريد مالا سيجد المال ،والذي يريد الجاه سيجد الجاه والسيادة، فنحن بلد كبير وغنيٌ بالثروة سيكيفينا وسيغنينا .
ماذا تريدون لكي ترضوا عنَّا وتقفوا مع إخوانكم الجنوبيين ،ومع الجنوب وطنكم وشعبكم ومصيركم وقدركم ؟!
هل تريدون اقصاءنا وقتالنا وقتلنا؟
ما فائدة ذلك ؟ ولمصلحة من ؟
دعوا الجنوب يتحرر. بعد ذلك إذا قاتلتمونا -لا قدر الله- فلن نقاتلكم.
اننا نفضل الموت على ايديكم
والجنوب حر مستقل على الحياة
والجنوب محتل ومنكسر ومستعبد .
لم يعد هناك شيء ، لا وحدة،ولا جمهورية،ولا يمن اتحادي. ولا حتى دولة . فعلى ماذا تربطون مصيركم بمصير قوى الشمال المنفلتة؟
حتى وإن تحوثتم فلن يُقبَلَ منكم ذلك.
ماذا تفعلون في شقرة ؟!
شقرة بلدنا وبلدكم ،شقرة ليست حدَّا بيننا وبينكم،شقرة حقنا وحقكم،والأسلحة التي في أيديكم وتصوبونها نحو عدن الأولى بكم أن تعملوا خلف دور وتصوِّبونها نحو أعدائنا وأعدائكم، نحو الغزاة القادمين من الشمال ونحن بعدكم، وحاشا لله أن نخونكم، ولا مانع لدينا من أن نكون نحن في المقدمة.
عدونا وعدوكم الحقيقي هو القادم من خلفكم،أما عدن فهي حقنا وحقكم،فمن ستقاتلون فيها؟!أليس الذي فيها هم إخوانكم وأبناؤكم وآباؤكم وأهلكم وربعكم، ومن قاتلتم معهم جنبا إلى جنب الحوثي أبان غزو ٢٠١٥وقاتل مع آبائهم آباؤكم الاستعمار البريطاني.
بصرف النظر عن انتمائكم السياسي نناشدكم أن تضعوا أيديكم بأيدي إخوانكم الجنوبيين فالانتماء الوطني أهم ،فلتتسامحوا كما تسامح أعداؤكم من النخب الشمالية رغم اختلاف انتماءاتهم السياسية والدينية ..إلخ
أيرضيكم أن يلتهم الحوثي الجنوب مرة أخرى بعد إن أخرجناه معا ؟!
لماذا كل هذا؟!
إن كنتم تريدون أن تحكموا الجنوب فلا مانع لدينا،نحن نعدكم بذلك وسنقطع عن المجلس الانتقالي وعن الكل في ذلك.
نحن ندعوكم إلى السيادة، ندعوكم لكي تكونوا أمراء وحكاما في أرضكم،فكيف تفضِّلون أن تكونوا ذيولا للشماليين؟!
بالله عليكم ممن تخشون؟!
أتخشون إخوانكم الجنوبيين ولا تخشون الغزاة الذين ستجلبونهم بأيديكم؟!
ما الذي تريدونه بالضبط؟!
سامحونا ،فلا بد أن نتكاشف فيما بيننا،فوالله العظيم إننا نحبُّكم ،لكن وقوفكم هذا إلى جانب الأعداء المحتلين وقوى الشمال أتعبنا وشوَّش على قضيتنا وتركنا نتخبَّط في أماكننا.
أنتم الآن أمام طريقين إما أن تقفوا إلى جانب إخوانكم الجنوبيين وتدافعوا معهم عن الجنوب وترسموا ملامح الدولة الجنوبية القادمة وتشاركوا في بنائها ،وإمَّا تكونوا عونا للمحتل على احتلال بلدكم وقتل إخوانكم وانتهاك أعراضكم.
لكم الخيار والتاريخ لا يرحم.
والله المستعان.
د عبده يحيى الدباني.