كل المراقبين والمتابعين لسير الحرب توقعوا سقوط الجوف بيد الحوثيين.
مصدر هذا التوقع يعود إلى قراءة تحليلية لسياسات وتكتيكات وتنسيقات مراكز القوى في الشمال والتي كانت ترتقي إلى مستوى التحالفات المعلنة أو غير المعلنة وخاصة بين الحوثيين وحزب الإصلاح والتي كانت أمثلتها واضحة في حجور ونهم والضالع وشبوه…الخ.
خلال سنوات الحرب الخمس الماضية عمل حزب الإصلاح جاهدا على تشكيل جيشه الخاص به داخل جيش الشرعية المسمى بالجيش الوطني: ياتمر بأمره سواء فيما يتعلق بالمعارك الوهمية مع الحوثيين أو بالمعارك الحقيقية الشرسة ضد الجنوب.
لا يجب تجاهل عاملا آخرا سبب سقوط الجوف ويعود إلى احتدام صراع خفي بين فرعي الإصلاح في كل من الجوف ومأرب ، ناهيك عن الاختراقات التي حققها الحوثيون وعناصر الخيانة وتجار الحروب.
سقوط الجوف رسالة تهديد وابتزاز من جانب حزب الإصلاح وقادة الجيش الوطني الموالين لمحور تركيا- قطر وإيران للسعودية خاصة وللتحالف العربي عامة…وكذلك للرئيس هادي شخصيا وضربة قوية لقرار تعيين الخصم اللدود لحميد الاحمر ، صغير بن عزيز رئيسا لهيئة الأركان العامة، واستباقا لأي دور قادم لجناح عفاش المؤتمري وبالذات ذراعه العسكري (قوات حراس الجمهورية).
بنتيجة سقوط الجوف يكون الحوثيون قد سيطروا على المحافظة الأهم بالنسبة للسعودية (أهم من مأرب) واستولوا على أسلحة ثقيلة ومعدات عسكرية هامة كان التحالف العربي قد ضخها لتلك الجبهات – رغم ما تم تدميره من قبل طيران التحالف تباعا في المناطق التي كانت تسلم للحوثيين- ، للاستخدام في المعارك اللاحقة لإسقاط مأرب -إذ لم تتم صفقة ما بشانها- والاهم لتهديد السعودية على حدودها الجنوبية ولتهديد الجنوب مستندين الى قوة الإصلاح العسكرية المتواجدة فعلا في كل من محافظتي شبوة وأبين ووادي حضرموت…التي تم إدخارها ليوم كهذا.