قد يعتقد بعض القراء اننا مناطقيين في كتابتنا، لكن ان لم نقل للظلم لا؛ فسيستمر!! فالحديدة غارقة في بحر الظلم و تئن من القهر، جعلت منا كتهاميين نقف ونحن غاضبين(نكسر الزجاج) ننبش تحت الركام للتنقيب حول تلك الجرائم التي حدثت خلال العقود الماضية والتصدي لتمثيل فصول اخرى لها لا سمح الله ..
وقد استغربت ومثلي الكثير من أبناء تهامة من إصرار الأمن على قتل أحد أنصار الحراك التهامي رغم صدور توجيهات رئيس الجمهورية بإلغاء قائمة المطلوبين منه فيما عرف بقائمة الـ21 مطلوبا من الحراك المطالب برفع الاستبداد عن تهامة الخير أرضا وإنسانا.
بينما تدخل المدينة العصابات من الناهبين واللصوص مدججين بمختلف أنواع السلاح ويقتلون وينهبون على مرأى ومسمع من رجال الأمن الأشاوس، الأسود على قتل أبناء تهامة المسالمين والمطالبين برفع الظلم الجاثم على صدر تهامة الخير والعطاء.
مما يثير الاستغراب والشكوك ووضع اكثر من علامه استفهام حول عمليه سطو وقتل في آن واحد وفي رابعة النهار، عكس معظم الحوادث التي تحصل في ساعةٍ من رداءً اسود ...
وكمثال يضخم علامة الاستفهام في تهامة لتصرفات أسود الأمن: ففي صبيحة يوم الاربعاء من الشهر الحرام الاول من ذي الحجة الموافق 17 اكتوبر 2012 في تمام الساعة 10.30صباحا: تم اقتحام مقر المركز الرئيسي للبنك الزراعي بحي الشهداء في محافظة الحديدة من قبل 13 مسلحا بلباس مدني وسيارتين لم يٌعرف للان كنههم ومن اين اتوا وكيف علموا بوصول سيوله من فروع اخرى، وتتبعوا سيرها واقتحموا البنك بأسلوب همجي بلطجي اسفر عن مقتل 3 اشخاص، منهم نائب المدير عبدالله دومه (الذي تم نقله مؤخرا الى فرع شارع صنعاء) إلا أن القدر كان له بالمرصاد، وايضا أحد الحراس التابعين لفرع زبيد محمود عكوش، واحد عملاء البنك من المواطنين ويدعى علي الجائفي، ناهيك عن سطو ما يقارب 100 مليون ريال كانت مجهزة لترحيلها للبنك المركزي، ولولا الموقف البطولي للنائب الشهيد دومه لنهبت العصابة كافة الاموال الموجودة بالخزينة التي كانت تقدر ب600 مليون ريال.
وقد انتهت عملية السطو بتطويق قوات الامن للمكان- كعادتهم- بعد فرار افراد العصابة المدعومة بلا شك، فيبدو انها تملك جوازا دبلوماسيا فقد مرت ببساطة وسلاسة مذهلة ارجاء المنطقة، ولم يقف المحققين وفطاحلة رجال الأمن على دليل واحد للامساك بهم، فحتى كاميرات المراقبة لم تكن تعمل حينها..!!
مما جعل اسر القتلى يتمنوا إيجاد بقرة صفراء فاقع لونها لتكشف لهم الجاني، وقد بدا جليا الحرص على ذبح القضية في المهد، ولا ندري من المستفيد من أهل المحسوبية والمناطقية واصحاب النفوذ والقرار، إذ جعلوا من قضية ساخنة وطنية اجتماعية حقوقية رمادا صعد غباره الى السماء مختفيا بطلوع شمس يومه الثاني، فاين نحن كمسلمين من دول يتغنى ابنائها بالعدل والقانون ليل نهار، وسنتنا النبوية تنادي: لهدم الكعبة أهون عند الله من قتل امرء مسلم، فبأي ذنب قتل هؤلاء ,,,؟!! أم أن الدم التهامي المسالم لا قيمة له؟َ بل ويستجيز مسؤولوا الأمن قتله ببساطة كما قتل الكرعمي لأنه ينادي بإبعاد ناهبي تهامة منها، بينما يتجول اللصوص بحرية وفعل ما شاؤوا بمباركة أمننا المختل ميزانه، فواعجبا على رأي أبي العلاء المعري رحمه الله.
ومن ثم نجد ثمة أسئلة تطرح نفسها بإلحاح شديد؟؟
1- لماذا لم تحظى كارثه النهب والقتل ببنك التسليف الزراعي بالحديدة على التحقيق الكافي من امن الدولة التي لم تحدث ببشاعتها حتى في بلدان يخلو منها الامن ؟؟
2- هل الحديدة ومن فيها يصلحون ان يكونوا شهداء ( كمين مدبر من قبل مندسين ؟؟).
3- لو كانت السرقة في غير تهامة والقتلى تابعة لقبائل من اصحاب النفوذ اللذين يستطيعون الضغط على الزناد كيف سيكون المشهد، أليست سياسة عوراء !!!!؟؟
4- هل نأمل من ساسة البنك ومحاميه في الطرح القوي الموازي لحجم الخسارة فيها، حتى لا نغيب من رؤوسنا مقولة: ذهب مع الريح.
وعليه: نستطع القول ان هنالك ايدي خفيه وراء هذه الحادثة التي لا يقبلها قرآن السموات ولا دساتير حقوق الانسان، وان استمر التستر على هذه القضية فذاك سهم موجع غرز في قلب تهامة مضافا إلى أوجاعها الجمة.
نريد ان نغضب في وجه الجميع و نطالب من هذا الموقع الحر من رئيس ونواب ورجال امن واصحاب النفوذ والقرار ان يستطبوا جراح التهاميين لتغذوا افئدتهم غنية، مرتاحة نفوسهم، إنصافا للمنكوبين، وإحقاقا للحقوق، وتجميلا للصورة المهترئة للأمن، ثم للحفاظ على الصورة النموذجية الإنسانية لمحافظه الحديدة كما كانت عبر السنين.