في الجانب العسكري كان أسر وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي الضربة الموجعة التي أضعفت موقف الرئيس هادي والجناح الجنوبي في الشرعية وإتاحت فرصة لشمالي الشرعية للسيطرة على القرار الإداري والمالي لوزارة الدفاع رغم ان وجود اللواء أحمد سيف ومن ثم صالح قائد كان يرجح كفة الجانب الجنوبي في الوزارة قبل استشهادهما...لكن القرار الأخطر والضربة الأوجع كانت عزل اللواء الصبيحي من منصبه وتعيين المقدشي بدلا عنه وقبل ذلك عزل بحاح وتعيين علي محسن بديلا عنه.
هنا اختل التوازن كلية لصالح الجناح الشمالي الذي استطاع تضليل الجانب السعودي بمعلومات مغلوطة إدارية وقتالية.
الجانب الآخر كان الدور السلبي بل والتخريبي الذي اضطلع به لوبي الفساد الجنوبي في الرئاسة وبعض دوائر وزارة الدفاع وبتشجيع من بن دغر والميسري في ظل ضعف رئيس الأركان الجديد النخعي ...وعلى الرغم من ان فساد جيش مارب هو اكبر وافضع إلا ان ذلك هو ما شجع المقدشي على اتخاذ القرار السياسي المبيت لنقل الدائرة المالية إلى مأرب، وبعد رفض الرئيس هادي بناء على تحرك القادة الجنوبيين في الشرعية جاء قرار المقدشي برفض التوقيع على شيكات المرتبات التي تخص المناطق العسكرية الجنوبية وخاصة المنطقة الرابعة...ما يعني توقيف معاشات الجنوبيين منذ أغسطس الماضي ناهيك عن حرمانهم طوال السنوات الماضية من المكرمة السعودية أسوة ببقية المناطق العسكرية.
السؤال الذي يطرح نفسه ماهي خلفيات وأبعاد وأهداف وتداعيات حرمان القوات الجنوبية التي تواجه الحوثيين من معاشاتهم الشهرية البسيطة وتحت مبررات إدارية غير مقنعة في ظل صمت التحالف والرئيس هادي؟
هذا ما سأحاول قراءته في منشور قادم إن شاء الله.