ما تيسر عن خفايا الحرب ( 1 )

2019-10-04 17:34

 

كنت ومازلت ومنذ بداية الحرب اعتبر الحرب شمالية جنوبية بامتياز .

ميدان الحرب المشتعلة وميدان المقاومة الشرسة لم يراها الحوثيون إلا في الجنوب والساحل الغربي وحيثما تواجهوا مع قوات جنوبية...معارك الضالع وعدن والعند وما تلاها من معارك ضد الإرهاب بدء من عدن وانتهاء بالمكلا...كلها شواهد حية على هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس.

عدى المعارك الحربية والإعلامية الظاهرة، كانت تدور في الكواليس معارك استخباراتية وسياسية ودبلوماسية وإدارية غير ظاهرة.

ظهرت هذه المعارك بوضوح بعد تحرير معظم أراضي الجنوب...وحينها قرر الرئيس هادي بالتشاور مع التحالف اعتبار عدن عاصمة مؤقتة بدلا عن العاصمة "المحتلة" صنعاء.

لن نتناول هنا موقف المقاومة الجنوبية من هذا القرار بل يجب التركيز على موقف قوى الشمال المتنفذة من قرار كهذا.

يستطيع أي مبتديء في السياسة أن يؤكد أن هذه القوى قد عارضت هذا القرار أو تقبلته على مضض لأسباب عديدة اهمها:

١- نيتها المبيتة لإعادة عدن والجنوب " الفرع المتمرد" إلى صنعاء اليمن الأم، وهو ما يعني دفن القضية الجنوبية وتحقيق ما عجز الحوثي وعفاش عن تحقيقه بالحرب.

٢- كانت هذه القوى تدرك جيدا انها لا تستطيع العودة إلى عدن ، فلا حاضنة شعبية لها ولا مرحب بها بل إنها في حكم المكروه  المرفوض شأنها شأن الحوثيين.

لذلك عطلت قوى الشمال وعلى رأسها حزب الإصلاح  اي ترتيبات أو تدابير جادة لاتخاذ عدن عاصمة فعلية مركزية وظلت كل المؤسسات السيادية في صنعاء بدء من البنك المركزي ، الطيران ، الاتصالات، قواعد البيانات وحتى الرقم الوطني لبطاقة الهوية،بل ظلت الإيرادات تتدفق لسنوات على صنعاء من كل محافظات الجنوب.

وجرى تشجيع اعتماد مأرب عاصمة منافسة ومعطلة لعدن وخاصة في الجانب العسكري.

الجانب العسكري وبالذات الشؤون المالية والإدارية هو موضوع منشوري اللاحق باذن الله تعالى.