من المحزن المبكي معاً أن نسمع ونشاهد أسطوانة مشروخة تدور في فلك واحد ومن أطراف متعددة تصب حقدها المبطن ضد رجال قاوموا الاحتلال اليمني المتخلف منذَ حرب 1994م ولن يتراجعوا إلى الخلف بل واصلوا نضالهم بعد هذا الحرب الظالمة , وكان البعض مساند والبعض الآخر في موقف المتفرج بل يصف هؤلاء المناضلين الأوائل بأنهم مجانيين واليوم وبعد صراع طويل ومرير وفي ظروف صعبة للغاية تمكن هؤلاء المناضلين إلى إظهار قضية شعبهم إلى مرحلة متقدمة فاجأة الكثير وأصبحت قضية التحرير والاستقلال واستعادة الدولة أمراً لا يستطيع أحد أن يناور لطمس هذا المشروع الوطني الجنوبي ولكن نقف أمام حقائق تاريخية وسياسية هامة تمثل في الإرهاصات الأولى لهذه الثورة السلمية ابتداءً من مسيرات الشرف في عام 1996م إلى رفض المهزلة الانتخابية في 97م ومروراً إلى الدفاع عن وحدة حضرموت التاريخ والحضارة , كانت حضرموت تشتعل لهيباً ضد الاحتلال اليمني , قد يظن البعض إن المطالبة حقوقية وليست ذات طابع سياسي وهذا خلط متعمد للواقع السياسي بعد حرب 1994م مباشرة بل يعرف الجميع إن القائد حسن احمد باعوم ورفاقه الأوائل كانوا منذَ الوهلة الأولى لنضالهم السلمي المتدفق من معين حضرموت الخلاق يحملوا خطاباً سياسياً حاملاً للجنوب له معاني كبيرة واضحة المعالم لينير الطريق السلمي التحرري ويضع دليل واحد لهذا العمل الجبار لرجل المرحلة الأولى والأخيرة وهي مسيرة 27/4/1998م يوم إعلان الحرب على الجنوب الأرض والإنسان وهي الشرارة الأولى للثورة السلمية الجنوبية دون منازع وهي الوعاء الرئيسي كيف لا وحضرموت قدمت أول شهيدين للنضال السلمي هما الشهيدين بارجاش وبن همام والمعادلة الحقيقية, لكل ثورة إرهاصات وبداية تكوين , والذين لازالوا يصرون على انطلاق الثورة السلمية في 7/7/2007م هم لم يدركوا خطورة هذا الطرح من الناحية السياسية لان المعطيات تقول أن الشعوب الحية تقاوم الاحتلال ولا تستكين والمعيار النضالي للشعوب مترابط ومن السذاجة أن يتم تفكيك هذا النضال حسب الأمزجة وأغفال الربط الحقيقي للمقاومة الشعبية على طول وعرض الجنوب , بعد الغزو في 7/7/1994م لان الذاكرة السياسية تستطيع فرز الحقائق السياسية بعيداً عن الأمزجة والاستغفال السياسي للمخزون النضالي للشعوب مرفوض أن شرارة الثورة السلمية الجنوبية التحررية ترتبط ارتباط وثيق بحضرموت وهذا حق نضالي مستحق ومؤكد بدماء الشهداء والجرحى والمعتقلين خلال فترة الحراك السلمي المتوقد ما بين 95 إلى 27/4/1998م كانت لحضرموت الصدارة وللعاصمة الاقتصادية للجنوب الأحقية ولها وللقادة العظام الزعيم حسن احمد باعوم ورجل المراحل النضالية الأولى الفقيد الأستاذ فؤاد بامطرف تحية وتعظيم سلام .