هذه واحدة من الأمهات الجنوبين الماجدات رغم استشهاد ثلاثة من فلذات كبدها ومع ذلك ترى على جبينها علامات الرضا والشموخ وكأن شئ لم يحصل بل و غير آبهة أو مكترثة لكل طقوس الحرقة والحزن والألم الذي نعرفها في العادة من الامهات .
أي عظمة تلك وأي كبرياء حينما تدوس الأم على جرحها حبا "في الكرامة والحرية" حتى وإن فقدت أغلى ما عندها .
تلك الكلمات البسيطة التي وجهتها "الأم" كانت بمثابة رسالة قوية إلى كل بقاع العالم مفادها سوف نضحي بكل ما نملك في سبيل استقلالنا وحريتنا وعلى كل من به صمم أن يسمع ذلك .
وقد جاءت الرسالة الثانية أقوى من سابقتها حينما جاء الوفد الزائر من عدن بهدف تعزيتها ومؤاساتها وتقديم يد العون لها بدافع الحب والتقدير والعطف ومع ذلك حينما سألها الوفد عن حاجتها قالت بكل فخر حاجتي ومرادي هو "الجنوب فقط" ولم تنطق بأي كلمة غيرها.
هل عرفتم ماذا تحمل في قبلها تلك "الأم" وما هو الثمن الذي تريده مقابل ما قدمته .. انه الجنوب ياسادة هل عرفتم ذلك هي لم تقول انها تريد فلوس أو قصور ولكنها قالت باختصار ثمن أولادي هو الجنوب هكذا كان مضمون كلامها .
*- عبدالواحد عثمان